تشهد سواحل الفنيدق تزايدًا مقلقًا لمحاولات تسلل الأطفال والمراهقين نحو مدينة سبتة المحتلة عبر طرق غير شرعية، خاصة خلال فترات الضباب الكثيف. وبحسب صحيفة “إلفارو دي سويتا” الإسبانية، يتكرر المشهد يوميًا، حيث يحاول فتيان صغار، بعضهم لا يتجاوز العاشرة من عمره، تجاوز الأسوار والوصول إلى مياه البحر تحت جنح الظلام.
يحمل هؤلاء الصغار عوامات بدائية يملأونها بالهواء على عجل، آملين أن تقيهم الغرق في رحلة محفوفة بالمخاطر. وتتحول المحاولات أحيانًا إلى مشاهد مصورة عبر هواتف شبان آخرين، يتابعونها بهتافات حماسية وكأنها مباراة رياضية، بينما الحقيقة أكثر مأساوية، إذ فقد العديد من الأطفال حياتهم في البحر أو ظلوا في عداد المفقودين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، منعت السلطات المغربية القاصرين من دخول البحر، خاصة في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وتتولى البحرية الملكية مراقبة الوضع والتعامل مع الحالات التي تصل إلى المياه، بالتنسيق مع الحرس المدني الإسباني. كما تواصل السلطات المغربية تحقيقاتها بشأن الشبكات التي تروّج لهذه المحاولات، عبر مجموعات في “واتساب” و”فيسبوك”، حيث يتم نشر مواعيد محتملة للعبور، أو الترويج لبيع معدات وبدلات غوص وحتى عقارات للإيجار بالفنيدق، في أسلوب يذكي مأساة الهجرة غير النظامية.
19/08/2025
