على خلاف ما كان متوقعاً، لم يسهم قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام في تخفيف الضغط على سوق اللحوم الحمراء بالمغرب، إذ واصلت الأسعار مسارها التصاعدي في مختلف الأسواق، ما زاد من حدة الغلاء وأثقل كاهل الأسر المغربية. ورغم غياب الطلب الموسمي الذي عادة ما يرافق فترة العيد، ظل السوق متقلباً، مما يثير تساؤلات عميقة حول أسباب هذا الارتفاع المستمر ومكامن الخلل في آليات العرض والطلب.
وفي هذا السياق، أوضح بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، في تصريح لـ”كواليس الريف”، أن أسعار اللحوم الحمراء لم تعرف أي تراجع منذ سنة 2023، رغم الإجراءات الحكومية بما فيها إلغاء الأضحية. وعزا ذلك إلى استمرار الطلب المرتفع، خصوصاً مع إقبال العائلات على المطاعم في فصل الصيف، إلى جانب ما اعتبره فشلاً حكومياً في دعم قطاع تربية المواشي، إضافة إلى انعكاسات نقص التساقطات المطرية.
وشدد الخراطي على أن قطاع تربية المواشي يشكل ركناً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على التوازن الاجتماعي ومحاربة الهجرة القروية، محذراً من أن إهماله سيؤدي إلى أزمات متتالية. كما أكد أن الأسعار تظل محررة، ولا يمكن للتجار سوى الإعلان عنها دون تدخل مباشر في تحديدها، مما يجعل الحل الوحيد هو دعم الإنتاج من المنبع عبر تحفيز وتأطير الفلاحين. ودعا في ختام حديثه الحكومة إلى تبني “إجراءات جريئة” لتعزيز العرض وضمان استقرار السوق، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي ينذر بمزيد من الاشتعال في أسعار اللحوم.
20/08/2025