داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) صباح اليوم منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، في بثيسدا بولاية ماريلاند قرب واشنطن العاصمة، في إطار تحقيق متواصل يتعلق بإدارة وثائق سرية. ويأتي هذا الإجراء بأمر من مدير الـFBI كاش باتيل، ويعود أصل التحقيق لعدة سنوات، لكنه توقف أثناء إدارة بايدن لأسباب وصفها مسؤول أمريكي بأنها “سياسية”. وكان بولتون متورطًا سابقًا في جدل حول كتابه الصادر عام 2020 بعنوان “الغرفة التي حدث فيها الأمر”، الذي احتوى على معلومات سرية أثارت خلافات مع الرئيس السابق ترامب.
على الصعيد الدولي، يُعرف جون بولتون بمواقفه المناهضة للمصالح المغربية في قضية الصحراء، حيث دعم أطروحات انفصالية وسعى لتقليص ولاية بعثة المينورسو من عام إلى ستة أشهر خلال 2018 و2019، في خطوة اعتُبرت ضغطًا على المغرب وأطراف النزاع الأخرى لدخول مفاوضات ضمن إطار زمني محدود. وقد وُصف هذا السلوك بأنه محاولة لإبقاء نزاع الصحراء المغربية حاضرًا باستمرار في أجندة مجلس الأمن الدولي، بما يخدم أجندته السياسية التي تتعارض مع الموقف المغربي الرسمي.
ويعود جذور موقف بولتون المعادي للمغرب إلى فترة عمله مساعدًا خاصًا للمبعوث الأمريكي للصحراء جيمس بيكر، حيث دعم خطة بيكر الثانية التي كانت تسعى لفرض حلول تتجاهل المصالح المغربية، ودعا إلى تطبيقها بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. غير أن المغرب تدخل دبلوماسيًا لإجهاض هذا المخطط، وضمان بقاء النزاع تحت البند السادس الذي يركز على الحلول السلمية والتفاوضية، محققًا بذلك حماية مصالحه وأهليته في أقاليمه الجنوبية.
22/08/2025