في وقت يلح فيه مجلس الأمن الدولي من خلال قراراته المتعاقبة على ضرورة انخراط جميع الأطراف المعنية بنزاع الصحراء في المسار الأممي للتوصل إلى حل سياسي واقعي قائم على التوافق، ما زالت جبهة البوليساريو متمسكة بمقاربات وُصفت منذ سنوات بأنها متجاوزة وغير قابلة للتطبيق، وعلى رأسها ما تسميه بـ”خطة التسوية”.
ففي رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، عبّر زعيم الجبهة إبراهيم غالي عن استعداد البوليساريو للدخول في ما وصفه بـ”مفاوضات مباشرة وجادة” تحت رعاية المنظمة الأممية دون شروط مسبقة، غير أنه أعاد في المقابل طرح خيار الاستفتاء باعتباره، وفق تعبيره، “الحل الوحيد المتفق عليه بشكل متبادل” لإنهاء النزاع، متجاهلا أن هذا الطرح فقد جدواه السياسية منذ سنوات.
ويرى متابعون أن إصرار الجبهة على هذا الخيار يكشف محاولة لإحياء مقاربة تجاوزها الواقع، بعدما تخلت عنها الأمم المتحدة نفسها بسبب استحالة تطبيقها نتيجة الخلافات العميقة حول تحديد الهيئة الناخبة. ومنذ سنة 2007، كرّس مجلس الأمن توجها جديدا يقوم على حل سياسي واقعي ومتوافق بشأنه، وهو ما أكده القرار 2756 الصادر في أكتوبر 2024. وفي هذا السياق، تبرز المبادرة المغربية للحكم الذاتي كخيار حظي بإشادة واسعة باعتباره مقترحا جديا وذا مصداقية، في وقت يواصل فيه المغرب دعمه الكامل للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، بينما تظل قيادة البوليساريو متشبثة بخطاب لم يعد يجد أي صدى في أروقة الأمم المتحدة ولا لدى القوى الدولية المؤثرة.
22/08/2025