تمسمان على حافة الانهيار.. جفاف الموارد والهجرة تهدد مستقبل القبيلة

تعيش قبيلة تمسمان، التي تضم خمس جماعات ترابية تشمل أولاد أمغار وكرونة وتليليت وإجرماواس وبودينار، مرحلة من الإقصاء والتهميش غير المسبوق، رغم ثرواتها الطبيعية والبشرية. ومع استمرار العزلة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ارتفعت أصوات الجالية بالخارج معبّرة عن غضبها واستيائها، ما وصل حد القطيعة الرمزية مع أرض الأجداد، في وقت يختار فيه الشباب المغادرة هربًا من انسداد الأفق.

تشير المؤشرات إلى نزيف عقاري حاد، إذ لجأ أبناء تمسمان إلى عرض منازلهم للبيع بأثمان زهيدة، في محاولة للبحث عن حياة أفضل في المدن الكبرى مثل طنجة والدار البيضاء والرباط. هذه التحركات السكانية تأتي في ظل تطبيق صارم للقوانين العمرانية على المنطقة، بالرغم من نقص الخدمات الأساسية، خاصة المياه الصالحة للشرب، حيث يضطر السكان لقطع مسافات طويلة للحصول على كميات محدودة، فيما المشاريع الموعودة لا ترى النور، ما يعمّق الإحباط ويضاعف الهجرة الداخلية والخارجية.

ومع تراجع عدد الشباب، أصبح كبار السن يعيشون في عزلة مطلقة، بين غياب الرعاية الصحية وتدهور الظروف المعيشية، فيما تمثيلية المسؤولين السياسيين في المنطقة لم تحقق أي نتائج ملموسة، حسب انتقادات السكان والجالية. كل هذه المؤشرات تدفع تمسمان نحو مسار انحداري خطير، يهدد وجودها الديموغرافي والاجتماعي، لتصبح الحاجة إلى تدخل عاجل وفعّال ضرورة ملحّة لإنقاذ ما تبقى من هذه الأرض المنسية.