كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق وجنوب ليبيا، خطا خطوة جديدة نحو ترسيخ سلطة عائلته عبر تعيين نجله صدام في منصب نائب قائد “الجيش الوطني الليبي”. وجرى تثبيت هذا القرار بمصادقة البرلمان المجتمع في بنغازي يوم 14 غشت الجاري، ما منح صدام، البالغ من العمر 34 عاما، شرعية سياسية وعسكرية تجعله الوريث الأبرز لوالده البالغ 82 عاما. ويأتي هذا التعيين بعد أن تدرج صدام في مواقع عسكرية مؤثرة، بينها رئاسته لأركان القوات البرية وقيادته لـ“لواء طارق بن زياد”، الذي يواجه اتهامات حقوقية بانتهاكات جسيمة.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن هذه الخطوة تعكس الطابع العائلي للجيش الذي يقوده حفتر، حيث يتقاسم أبناؤه المواقع الحساسة داخله؛ فخالد يرأس الأركان، وبلقاسم يشرف على موارد مالية ضخمة مرتبطة بمشاريع إعادة الإعمار والتنمية. هذا التركيز للسلطة داخل عائلة واحدة يثير، بحسب محللين، مخاوف من تكريس حكم شخصي بعيد عن أي مسار ديمقراطي، خاصة أن صدام بات يملك شبكات مالية واقتصادية مؤثرة، تشمل مصالح في قطاع النفط عبر شركة “أركينو أويل”، إلى جانب تقارير أممية ربطته بأنشطة تهريب واتجار بالبشر.
وتضيف “لوموند” أن صدام حفتر لم يعد مجرد قائد عسكري، بل صار وجها دبلوماسيا يمثل والده في عواصم إقليمية مثل أنقرة والدوحة ونيامي، ما جعله يُنظر إليه كشخصية تتصرف بملامح رئيس دولة حتى قبل تولي منصب رسمي رفيع. ويأتي تعيينه في سياق حساس تزامن مع طرح خريطة طريق أممية جديدة تدعو إلى تنظيم انتخابات خلال عام إلى عام ونصف، وهو ما فسره مراقبون بأنه رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي. ورغم حساسية القرار، لم يسجل رفض واسع داخليا أو خارجيا، باستثناء موقف مقتضب من رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، فيما التزمت القوى الدولية، ومنها تركيا، الصمت، ما اعتبره محللون دليلا على أن حفتر يسعى لتأمين انتقال منظم للسلطة داخل عائلته، خلافا لما انتهى إليه نظام القذافي.
23/08/2025











