kawalisrif@hotmail.com

نجاح عملية انتشال مركب الصيد “أسامة” بعد غرقه على مشارف ميناء الحسيمة: ضباب كثيف وخسائر مادية فادحة

نجاح عملية انتشال مركب الصيد “أسامة” بعد غرقه على مشارف ميناء الحسيمة: ضباب كثيف وخسائر مادية فادحة

نجحت عملية انتشال مركب الصيد الساحلي بالجر “أسامة” (رقم التسجيل 2_147) بعد غرقه على مقربة من مدخل ميناء الحسيمة، إثر جنوحه واصطدامه بالصخور الثابتة المحاذية لجبل سيدي عابد . وأظهرت لقطات بثتها خافرة الإنقاذ “الريف” المركب وهو يُجرّ نحو الحوض المينائي، تمهيدًا لنقله إلى الرصيف وإحالته إلى الورش الجاف لإجراء عمليات الصيانة والإصلاح، فيما من المتوقع أن تكشف عملية الرفع عن حجم الأضرار الحقيقية التي لحقت به نتيجة الحادث.

وأكدت مصادر محلية أن المياه غمرت المركب وتسببت في توقف محركه، دون تسجيل أي خسائر بشرية، فيما لا يزال التقرير الرسمي للتحقيق، الذي أنجزته الجهات المختصة، قيد الانتظار لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الحادث. وترجح المعطيات الأولية أن يكون سبب الجنوح ضعف الرؤية نتيجة الضباب الكثيف الذي كان يخيم على المنطقة لحظة وقوع الحادث، وتشير المصادر إلى أن المركب كان في طريقه إلى المصايد المحلية، لكنه اضطر للعودة بسبب سوء الأحوال الجوية، لتحدث الاصطدام بالصخور أثناء محاولته ولوج الحوض المينائي، ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المياه وغرق المركب قرب الميناء.

وتشير المعطيات المالية إلى خسائر فادحة تُقدّر بحوالي 200 مليون سنتيم، في حين يصل تقييم المركب في السوق الوطنية إلى نحو 2 ملياري سنتيم، ما يعكس حجم المخاطر التي تواجه الصيد الساحلي المحلي. ويعود المركب إلى المجهز فِكري ولاد شعيب، عضو غرفة الصيد البحري لجهة الشمال عن إقليم الحسيمة، ما يبرز أهمية هذا القطاع للجهة ليس فقط من منظور اقتصادي، بل أيضًا لتأمين فرص الشغل ودعم الأطر المهنية وصمود أصحاب المراكب أمام المخاطر البحرية.

ويطرح الحادث أسئلة جدية حول جاهزية الموانئ المحلية وقدرتها على مواجهة الحوادث البحرية الطارئة، لا سيما في ظل الظروف الجوية الصعبة، إذ لم يكن نجاح عملية الإنقاذ ممكناً إلا بفضل تدخل فريق متخصص من مدينة أكادير، ما يعكس هشاشة آليات الاستجابة المحلية. ويذكّر حادث “پاريخا” بأن البحر، رغم ما يوفره من رزق وأمل، يظل مساحة خطرة تتطلب يقظة مستمرة وإدارة محترفة وتجهيزات كافية، حتى لا تتحول الحوادث الفردية إلى كوارث اقتصادية واجتماعية تهدد استقرار الصيادين وعائلاتهم.

23/08/2025

Related Posts