في خضم الاستعدادات للانتخابات المقبلة، أصبح موضوع الماء والأمن الغذائي مادة سياسية يُستغل بشكل واضح في عدد من الدوائر، حيث كشف رحال المكاوي، القيادي في حزب الاستقلال ورئيس جماعة الفقيه بنصالح، عبر تدوينة على الفايسبوك، أن وزير التجهيز والماء نزار بركة استجاب لمطالب الفلاحين بتوفير 3.8 مليون هكتار من المياه لسقي أشجار الرمان والزيتون، موجهًا شكره للوزير والأمين العام لحزبه، ما يطرح علامات استفهام حول الأبعاد الانتخابية لهذا القرار.
ويأتي هذا القرار في ظل ضعف ملء الحوض المائي لملوية، الذي يغذي مدينة الفقيه بنصالح، حيث بلغت نسبة الملء فيه 27.55 في المائة فقط، مقارنة بالمستوى الإجمالي لسدود المغرب. ويثير تخصيص هذه الكمية الكبيرة لسقي الرمان والزيتون شكوكًا حول مدى نجاعة القرار في الحفاظ على الموارد المائية، خصوصًا مع التركيز على الزراعة الأساسية، ووجود احتمالية أن يستفيد كبار المصدرين الداعمين سياسيًا، في وقت يحقق المغرب صادرات كبيرة من الرمان تصل إلى أكثر من 975 طن سنويًا.
كما يثير القرار تساؤلات حول التنسيق بين وزارة التجهيز والماء ووزارة الفلاحة، في ظل سجالات سابقة بين الوزيرين بشأن توجيه الموارد المائية للزراعة الأساسية وضمان توفير الماء الصالح للشرب. وتأتي هذه الخطوة بعد زيارة بركة إلى الإقليم في فبراير الماضي، والتي شهدت استقبالًا شعبيًا واسعًا ومشهدًا أثار الجدل، ما يعكس توظيف موضوع الماء كأداة ذات بعد سياسي في الاستحقاقات المقبلة، وسط مخاوف من استغلال الموارد الحيوية لتحقيق مكاسب انتخابية محلية.