وجدت ساكنة سيدي رحال الشاطئ نفسها هذا الصيف في مواجهة معاناة متواصلة بسبب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، التي دفعت الأسر إلى اقتناء كميات كبيرة من المياه المعدنية بشكل يومي، ما تسبب في نفادها بسرعة من المحلات التجارية أمام الطلب الكبير. ولم تعد هذه الانقطاعات تقتصر على فترات قصيرة كما كانت تعلن الجهات المعنية، بل تحولت إلى أزمة يومية تتفاقم حدتها خاصة في العمارات الحديثة والسكن الاقتصادي، حيث تعجز الطوابق العليا عن التزود بالماء بشكل منتظم.
شهادات عديدة عبرت عن الغضب والاحتقان في صفوف السكان والمصطافين على حد سواء. جمال، شاب يقطن في الطابق الرابع بإحدى العمارات الاقتصادية، قال إن أسرته تضطر أحيانا لانتظار منتصف الليل كي يتدفق الماء، وإنهم في كثير من الأحيان ينامون دون الاستحمام أو يشترون المياه المعدنية للطبخ والاستهلاك اليومي. من جهتها، أوضحت فاطمة، القادمة من الدار البيضاء لقضاء عطلتها الصيفية، أنها اضطرت إلى قطع إجازتها والعودة أدراجها بعدما تحولت أيام الاصطياف إلى معاناة متواصلة مع الانقطاع التام للماء وحرمان الأطفال من أبسط ضروريات الراحة.
الأزمة لم تقتصر على الأحياء السكنية الجديدة فقط، بل امتدت إلى الدواوير والمناطق المجاورة التي تعاني بدورها من ندرة الماء، مما دفع عددا من السكان إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مصالح التوزيع وأمام بعض المجمعات السكنية، للمطالبة بحقهم في خدمة أساسية يؤدون مقابلها الفواتير بانتظام. ومع تزايد أعداد الوافدين على سيدي رحال كل صيف، يحذر السكان من فقدان المنطقة لجاذبيتها كوجهة سياحية في حال استمرار أزمة الماء، داعين السلطات الإقليمية إلى التدخل العاجل قبل تفاقم الوضع وتحوله إلى كارثة حقيقية.
24/08/2025