kawalisrif@hotmail.com

المغربي – جمال ، المختطف منذ خمس سنوات في ماربيا … النفوذ الخفي من طنجة يلوّح خلف الستار

المغربي – جمال ، المختطف منذ خمس سنوات في ماربيا … النفوذ الخفي من طنجة يلوّح خلف الستار

في قلب ماربيا الإسبانية، حيث يتقاطع البذخ مع الظلام، ما زال اسم جمال يتردد كرمز للاختطاف الغامض الذي هزّ المدينة منذ خمس سنوات. لكن وراء هذا الملف المظلم تتكشف شبكة مصالح مالية هائلة، تمتد بين عصابات تهريب المخدرات العابرة للحدود، جهات نافذة في طنجة، وبعض الوجوه المرتبطة بعالم كرة القدم المحلي، حيث تُستثمر النفوذ والمال في الضغط على مسار التحقيق، وتُحوّل الرياضة إلى واجهة لتبييض الأموال وتعزيز النفوذ.

خمس سنوات مضت منذ ليلة 22 غشت 2020، وما زال جمال، الهولندي من أصل مغربي والبالغ 31 عامًا، مفقودًا في ظروف غامضة. تلك الليلة، التي كان يفترض أن تكون هادئة لعائلته، تحوّلت إلى كابوس أمام أعين زوجته وأطفاله الخمسة.

حكاية الاختطاف تحمل في طياتها كل ما يثير الرعب: عصابات عابرة للحدود، تصفية حسابات، ونفوذ خفي يراقب من وراء الستار، يمتد تأثيره أحيانًا إلى ملاعب كرة القدم المحلية حيث تتشابك المصالح التجارية والمالية مع قضايا الجريمة المنظمة.

كانت الأسرة في طريقها إلى شقتها المستأجرة في نويفا أندلوسيا بعد عشاء في بويرتو بانوس، حين اعترضت طريقهم سيارتان على جادة برادو عند شارع باريس. نزل من السيارتين ثمانية رجال يرتدون زي الشرطة، وخدع جمال الذي فتح زجاج سيارته معتقدًا أنه أمام رجال أمن.

لكن الواقع كان أشد فظاعة: ضرب بمقبض مسدس، أُخرج بالقوة من السيارة وتعرض للضرب أمام زوجته قبل أن يُسحل إلى إحدى السيارات الغامضة.

منذ تلك اللحظة، اختفى جمال. لم تتلق زوجته أي اتصال من الخاطفين، ولم يُطلب أي فدية. وبعد أيام، عُثر على هاتفه المحمول محطمًا قرب محطة تحلية المياه بجانب الطريق السيار A-7، كدليل وحيد على فداحة ما حدث.

تحقيقات وحدة Udyco لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة في كوستا ديل سول رجّحت أن الاختطاف مرتبط بتصفية حسابات داخل عالم تهريب المخدرات الدولي. كشفت التحريات عن صلة مع تنظيم إجرامي فرنسي في بنالمادينا متخصص في تهريب المخدرات، وأكدتها تسجيلات صوتية داخل سيارات المشتبه فيهم تحدثت عن “مغربي من هولندا” يملك سيارات فاخرة، بينها مرسيدس مانصوري كلاس G باللونين الأسود والأصفر.

الغريب أن بعض المصادر في طنجة تكشف عن شخصية نافذة لها تأثير خفي على مجريات التحقيق، ويقال إنه يشجع الاتحاد المحلي لعالم الأعمال والتهريب، ويستثمر علاقاته أحيانًا في ملاعب كرة القدم، ما يجعل كثيرًا من الخيوط تنتهي عند حدود النفوذ والمحسوبية قبل أن تصل إلى الحقيقة.

الشرطة الإسبانية داهمت فيلا في نويفا أندلوسيا واعتقلت خمسة فرنسيين من أصول مغاربية، لكن التحقيق لم يسفر عن أي أثر مباشر يقود إلى جمال.

عائلة الضحية تعيش حالة صدمة دائمة. كل الخيوط انتهت بـ”طرق مسدودة”. ومع مرور السنوات، يزداد الغموض حول مصير جمال ؟. ماربيا تبقى مسرحًا لأحد أكثر ملفات الاختطاف غموضًا، حيث العصابات الدولية تتلاعب بالقوانين، والجهات الخفية تراقب كل خطوة خلف الستار… والقصة كلها تبدو لعبة شطرنج يتقنها كبار اللاعبين، بينما يبقى جمال بيدقًا ضائعًا على الرقعة.

إذا كنت تبحث عن العدالة في ماربيا، تذكّر: لا يكفي أن تكون بريئًا أو مظلومًا. ربما تحتاج أولًا صديقًا نافذًا في طنجة، رابطة قوية مع من يضغط على الأزرار خلف الستار، أو على الأقل سيارة مرسيدس باللونين الأسود والأصفر لتنجو من اللعبة. وفي عالم تبدو فيه القوانين مجرد ديكور والعدالة محاطة بالستائر، سيظل جمال بيدقًا ضائعًا على رقعة الشطرنج، بينما الكبار يضحكون من بعيد على المسرحية، ويتداولون النفوذ والمكاسب كأنه عرض كوميدي سوداوي… مرحى لمن لديه القوة، والباقون؟ مجرد جمهور يتفرج على الفوضى.

24/08/2025

Related Posts