تستعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوسيع حضورها العسكري الداخلي عبر خطط تروم نشر آلاف من عناصر الحرس الوطني في مدينة شيكاغو، ثالث أكبر المدن الأميركية، وذلك ضمن حملة فدرالية أوسع لمكافحة الجريمة والتشرد والهجرة غير النظامية. صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية تعمل منذ أسابيع على إعداد سيناريوهات مختلفة، من بينها تعبئة بضعة آلاف من الجنود ابتداء من شهر شتنبر المقبل، في وقت اكتفى البنتاغون ببيان مقتضب أكد فيه مواصلته إعداد خطط لحماية الموظفين والأصول الفدرالية بالتنسيق مع شركاء محليين.
الخطوة تأتي عقب تصريحات ترامب الأخيرة التي أعلن فيها أن نيويورك وشيكاغو ستكونان المحطة التالية بعد العاصمة واشنطن ضمن ما وصفه بمساعٍ لجعل “المدن الأميركية آمنة للغاية”. غير أن هذه التصريحات قوبلت بمعارضة قوية من مسؤولين محليين، إذ اعتبر حاكم ولاية إيلينوي جاي بي بريتزكر أن الإدارة الجمهورية تسعى إلى تسويق صورة زائفة عن نفسها باعتبارها حامية للقانون، فيما أكد رئيس بلدية شيكاغو براندون جونسون أن المدينة لم تتلق أي إشعار رسمي، واصفا الخطة بأنها غير مبررة وتفتقر إلى التنسيق.
ويعيد هذا التوتر إلى الأذهان الخلافات الحادة بين الحكومة الفدرالية وسلطات الولايات التي بلغت ذروتها خلال احتجاجات عام 2020، حين دفع ترامب بقوات إلى شوارع لوس أنجليس رغم اعتراض السلطات المحلية. وتثير هذه الخطط اليوم جدلا واسعا، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، إذ يرى معارضون أنها توظيف سياسي للملف الأمني في ظل تراجع ملحوظ للجريمة، حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية انخفاض جرائم القتل في شيكاغو بنسبة 8% عام 2024. وبينما تصف أوساط ديمقراطية الخطوة بأنها تضخيم انتخابي يستهدف حشد القاعدة المحافظة، تصر إدارة ترامب على أنها “استعادة للنظام في مواجهة الفوضى”.
24/08/2025