kawalisrif@hotmail.com

هروب مثير بسبتة المحتلة: مهاجرون يجتازون الحدود على متن “جيت سكي” مغربي

هروب مثير بسبتة المحتلة: مهاجرون يجتازون الحدود على متن “جيت سكي” مغربي

شهدت سواحل سبتة المحتلة صباح اليوم حادثة جديدة تكشف عن أساليب الهجرة السرية الأكثر جرأة، بعدما تمكن شخصان من اقتحام المدينة على متن جيت سكي مستأجر ومُسجل بالمغرب، في نسخة متكررة من أساليب التهريب المعروفة بين المهاجرين.

وفق مصادر مطلعة، اصطدم المهاجران بـ”الدبابة البحرية” الصغيرة قرب شاطئ محطة التحلية، ثم فرّا بسرعة البرق إلى اليابسة، دون أن تتمكن عناصر الحرس المدني الإسباني أو حكومة الاحتلال من توقيفهما. وعلى الفور، تدخلت دوريات بحرية وسفن الإنقاذ لسحب الجيت سكي من الماء وضمان عدم تكرار الحوادث في نفس النقطة.

هذا الأسلوب يتبع نمطًا متكررًا في سبتة، حيث تم توثيق ست حالات سابقة رسميًا لنفس التكتيك: استئجار جيت سكي مغربي، فقدانه عمدًا، والتوجه نحو نقاط أقل مراقبة، غالبًا في الصباح الباكر أو في مناطق مكتظة بالسباحين والزوار لتسهيل التسلل والهروب.

العملية تستغل ضعف المراقبة على الشواطئ، وتكلف المهاجرين أموالًا طائلة، لكنها في المقابل تدر أرباحًا ضخمة على من يديرون هذه الشبكات. وغالبًا ما يكون عدد الركاب بين شخصين إلى ثلاثة، مستفيدين من التضليل والازدحام البحري لتفادي أي تدخل أمني.

إلى جانب هذه الحوادث، يظل وصول المهاجرين إلى المراكز الاجتماعية أو اجتياز الحواجز بشكل فردي أمرًا متكررًا، حيث يلتقون بمواطنين يقدمون لهم الماء والطعام، فيما تتكشف عمليات الهجرة تدريجيًا عند وصولهم إلى مركز الإقامة المؤقتة بالجرال أو الشواطئ الإسبانية بعد انتظار طويل في مساكن مؤقتة.

تؤكد جمعية الحرس المدني الإسباني في سبتة أن الحل الفعلي لمواجهة هذه الظاهرة يكمن في تشديد التشريع ومراقبة جميع وسائط النقل البحري، خصوصًا موتورات الماء والجيت سكي المستأجرة، وتحديد أصحابها لضمان الملاحقة القانونية في حال تورطها في أنشطة غير قانونية.

وتظل سابقة هذا الصيف، التي تحولت إلى ما يشبه “رأس مال المافيا البحرية”، شاهدة على الأرباح الضخمة التي يولدها تهريب المهاجرين عبر الموتورات والجيت سكي، وعلى الحاجة الملحة للتنسيق بين المغرب وإسبانيا، في وقت تواصل فيه حكومة الاحتلال تسيير الحدود بسياسات أمنية صارمة، للحد من هذه الظاهرة قبل أن تتحول كل شاطئ في سبتة إلى مسرح لمغامرات خطيرة على حافة الموت.

ورغم الحواجز والمراقبة، يبقى كل شاطئ في سبتة شاهداً على مغامرات الحالمين بـ”الفردوس الأوروبي”، حيث يقامر آلاف الرجال والنساء والأطفال بحياتهم على شواطئ حارقة وأمواج عاتية، ساعين وراء حلم بسيط: حياة أفضل. كل موتورات وجيت سكي مهجورة على الرمال تحمل معها قصص يأس وشجاعة، ودراما بشرية لا يرويها إلا الذين عاشوها بأنفسهم. وفي النهاية، بين الحلم والموت، يظل البحر المرآة الصامتة لكل مغامرة محفوفة بالمخاطر، لتذكر الجميع أن وراء كل عبور ناجح قصة نضال وألم وجريئة مواجهة للقدر.

24/08/2025

Related Posts