kawalisrif@hotmail.com

الجيش المغربي ينجح في اختبار صاروخ متطور موجّه قرب الحدود مع الجزائر

الجيش المغربي ينجح في اختبار صاروخ متطور موجّه قرب الحدود مع الجزائر

نجحت القوات المسلحة الملكية، في خطوة جديدة تؤكد مكانة المغرب كقوة عسكرية صاعدة بالمنطقة، في اختبار صاروخ EXTRA الموجّه ضمن منظومة PULS ، وذلك بالمنطقة الشرقية المتاخمة للحدود الجزائرية. هذا النجاح يعكس تسارع وتيرة التحديث العسكري الذي يشهده المغرب خلال السنوات الأخيرة، ويؤشر على رغبة واضحة في تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية وفق أعلى المعايير الدولية، في ظل محيط إقليمي مطبوع بالتوتر والتسابق نحو التسلّح.

الصاروخ الذي يبلغ قطره 306 ملم ويحمل رأسًا حربيًا بوزن 120 كيلوغرامًا، أصاب هدفه بدقة متناهية على مسافة 150 كيلومترًا، وفق تقارير عسكرية متخصصة. وهو ما يشكّل نقلة نوعية في قدرات الردع المغربية، ويؤكد نجاح المملكة في استيعاب أنظمة قتالية متطورة تتيح مراقبة الحدود الشرقية وحماية المجال الترابي الوطني.

ويأتي هذا الاختبار ضمن عقد تسليحي ضخم ، مبرم مع شركة Elbit Systems الإسرائيلية على مدى ثلاث سنوات. الصفقة لا تقتصر على صواريخ EXTRA، بل تشمل أيضًا صواريخ Predator Hawk التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، ما يمنح المغرب تفوقًا استراتيجيًا في مجال المدفعية الصاروخية بعيدة المدى.

المنصة الصاروخية PULS تتيح للمغرب مرونة في استخدام صواريخ موجهة وغير موجهة، وهو ما يعزز قدرات الجيش على تنفيذ عمليات دقيقة على مسافات متوسطة وبعيدة. هذا التطور يندرج ضمن سياسة تحديث عسكرية شاملة، جعلت المدفعية الصاروخية المغربية اليوم واحدة من أكثر الأذرع تطورًا في شمال إفريقيا.

ويحمل هذا النجاح أبعادًا إقليمية واضحة:

رسالة ردع مباشرة إلى الجزائر، التي استثمرت منذ سنوات في منظومات صاروخية بعيدة المدى.

تأكيد على عمق التحالف المغربي–الإسرائيلي–الأمريكي، الذي تعززه مناورات “الأسد الإفريقي” المشتركة.

تكريس لمسار استقلالية القرار الدفاعي للمغرب وتعزيز مكانته كقوة إقليمية صاعدة قادرة على حماية أمنها القومي وضمان استقرار المنطقة.

المغرب قوة إقليمية صاعدة

بهذا الإنجاز، يواصل المغرب بناء ترسانة عسكرية متطورة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية في بيئة إقليمية مضطربة. ومع دخول هذه الأنظمة الحديثة الخدمة، يكرّس الجيش المغربي موقعه كأحد أكثر الجيوش احترافية وتجهيزًا في إفريقيا، ويوجه رسالة واضحة مفادها أن المملكة مستعدة للدفاع عن سيادتها وحماية مصالحها الاستراتيجية.

إن نجاح اختبار صاروخ EXTRA الموجّه لا يُعد مجرد حدث تقني عسكري، بل محطة فارقة في مسار بناء القوة الدفاعية الوطنية. فالمغرب، الذي راكم خبرة ميدانية وشراكات استراتيجية مع قوى عسكرية كبرى، بات اليوم يرسّخ حضوره كفاعل إقليمي وازن، يمتلك أدوات الردع والتأثير في معادلات الأمن بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.

ومع دخول هذه الأنظمة الصاروخية الخدمة، يخطّ المغرب صفحة جديدة في مسار تحديث جيشه، بما يعزز قدرته على حماية حدوده من التهديدات التقليدية وغير التقليدية، ويؤكد أن المملكة لا تكتفي بالدفاع عن سيادتها فحسب، بل تبني أيضًا مقومات قوة متوازنة تضمن استقرارها وتدعم حضورها كركيزة أساسية للأمن الإقليمي.

وبهذا الإنجاز، يوجّه المغرب رسالة واضحة إلى الداخل والخارج : أن الجيش الملكي يظل يقظًا، متطورًا، ومؤهلاً لمواجهة أي تهديد، وأن المملكة ماضية بثبات نحو ترسيخ تفوّقها النوعي كقوة إقليمية صاعدة تحمي أمنها وتساهم في استقرار محيطها.

24/08/2025

Related Posts