kawalisrif@hotmail.com

الناظور تكرم الشاب الألماني-المغربي محمد ذامشين … رمز الجيل الرابع لمغاربة العالم يكتب ملحمة وطنية

الناظور تكرم الشاب الألماني-المغربي محمد ذامشين … رمز الجيل الرابع لمغاربة العالم يكتب ملحمة وطنية

في بلاغ لها عبر صفحتها الرسمية، عبّرت مؤسسة مغاربة العالم عن فخرها واعتزازها بالإنجاز الاستثنائي للشاب المغربي اليافع محمد ذامشين، الملقب بـ”ماشين”، من أب ألماني الأصل وأم ناظورية الأصل كذلك ، والذي كتب فصلًا جديدًا في تاريخ البطولات الوطنية والفردية المغربية، مؤكدًا أن قوة الإرادة والهوية تتجاوز الحدود والمسافات والزمن.

مساء يومه الاثنين 25 غشت 2025 لم يكن عادياً في الناظور؛ فقد تحوّل مطعم الدوحة إلى فضاء رمزي لتكريم مغامر فريد قطع آلاف الكيلومترات مشياً على قدميه من دوسلدورف الألمانية إلى أرض أخواله بالناظور. الرحلة، التي تبدو للوهلة الأولى مغامرة فردية، تكشف قراءة أعمق: رسائل متشابكة عن الانتماء والعزيمة، وقدرة الجيل الرابع من مغاربة المهجر على إعادة ربط الجذور بالهوية بطريقة تلهم الأجيال الصاعدة.

إنجاز ذامشين ( 15 سنة ) لم يكن مجرد تحدٍ جسدي، بل إعلان عن إرادة شابة تصرّ على تجاوز القيود الجغرافية والزمنية، لتثبت أن الهوية المغربية قادرة على العبور والتجدّد في أي مكان. ومن قلب الاحتفال، لاحظ الحاضرون كيف جسّد الفتى أرقى قيم المثابرة وحب الوطن، مقدمًا درسًا عمليًا في الإصرار لا يقل إشعاعًا عن أي إنجاز رياضي عالمي، لكنه يتفرد بعمق رمزي واجتماعي يتجاوز حدود الفرد.

حفل التكريم شهد حضور عدة شخصيات ، أبرزها ضمنها العربي سلامة، القنصل الشرفي لهولندا بالجهة الشرقية . ومؤسسة مغاربة العالم. هذا الحضور منح الحدث بعدًا رمزيًا ودبلوماسياً، مؤكدًا اهتمام الجالية المغربية بتأطير شبابها ودعم مساراتهم، وتأكيدًا على أن الإنجازات الفردية للشباب تصبح رسالة وطنية على المستوى الدولي.

اللحظة الأكثر تأثيرًا كانت عند تقديم القنصل الشرفي إكليلاً من الورد للبطل الشاب، وتوقيع قميص النادي الإفريقي الناظوري، في مبادرة رمزية جسدت تلاحم الوطن الأم بأبنائه، ورسخت صورة العزم الجماعي على إبقاء راية المغرب عالية في مختلف المحافل. ولم يغب البعد الفني عن الاحتفال، حيث أتحف الفنان عبد العالي الرحماني الحضور بوصلة موسيقية راقية، امتزج فيها الإيقاع بالإنجاز واللحن بالعزيمة، في مشهد مؤثر يذكّر بأن البطولة ليست مجرد جسد يسير، بل روح تنسج الإبداع والمعاني العميقة، وترسّخ الرابط بين الفن والرياضة في خدمة الهوية.

عائلة ذامشين عبّرت عن فخرها واعتزازها بما حققه ابنها، وأكدت الأم، إكرام ذامشين، شكرها العميق لكل ساكنة الناظور التي حجت لاستقبال ابن الوطن والمغرب، وللجمهور والشعب المغربي على تعاطفهم اللا محدود من طنجة إلى الكويرة، دون نسيان أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأضافت أن هذه المغامرة ليست قصة شخصية فحسب، بل رسالة أمل لجيل كامل يسعى للتحدي وصناعة المستحيل، مؤكدًة أن إنجاز ابن الخامسة عشرة أصبح رمزًا للهوية الوطنية ولروح الجيل الرابع من مغاربة المهجر.

تكريم مؤسسة مغاربة العالم ل “ذامشين” لم يكن مجرد بروتوكول احتفالي، بل فعلًا رمزيًا عميقًا يعكس أن الهجرة لا تلغي الانتماء، بل تمنحه بعدًا إنسانيًا وإبداعيًا متجددًا، ويؤكد مدى تجذر الوطنية في وعي أبناء الجيل الرابع من مغاربة المهجر، الذين يحوّلون المسافات الجغرافية إلى جسور تواصل ونجاح.

الناظور في ذلك المساء لم يحتفِ بفتى أنهى مغامرة شخصية فقط، بل بملحمة تحمل في طياتها معنى كبيرًا: أن المغرب لا يزال قادراً على إنجاب قصص إنسانية ملهمة تشد أنظار العالم، وأن “ماشين” قد يكون العنوان الأبرز لأسطورة مغربية تدخل عالم الأضواء بخطى واثقة، حاملة رسالة وطنية وإبداعية لكل الأجيال القادمة، ومؤكدة أن الجيل الرابع من مغاربة العالم قادر على الجمع بين الطموح الشخصي والهوية الوطنية بطريقة لا تقل روعة عن أي إنجاز دولي.

25/08/2025

Related Posts