لم يعد هناك مجال للتأويل. فقد اختار نجم برشلونة الصاعد لامين جمال، المغربي الأصل ، مناسبة خاصة ليكشف عن جانب من حياته الشخصية: عيد ميلاد الفنانة الأرجنتينية نيكي نيكول الخامس والعشرين. اللاعب الواعد نشر صورة لهما عبر حسابه على “إنستغرام”، ليضع بذلك حداً لشهور من الشائعات حول طبيعة العلاقة التي تجمعهما.
في اللقطة التي غزت مواقع التواصل، ظهر الثنائي في لحظة حميمية أمام قالب حلوى ضخم محاط بالبالونات والورود الحمراء، بينما اكتفى جمال بإضافة رمزين تعبيريين: قلب وقطعة كعك تفاصيل بسيطة كانت كافية لإشعال عاصفة من التعليقات، وتغطيات إعلامية امتدت من الصحافة الرياضية الإسبانية إلى صفحات الفن في أمريكا اللاتينية.
ملامح العلاقة ظهرت أولاً حين شاركت نيكي في احتفال عيد ميلاد جمال الصيف الماضي، قبل أن تلتقطهما عدسات المصورين في ملهى ليلي ببرشلونة، ثم على مدرجات “الكامب نو” وهي ترتدي قميصاً يحمل رقم حبيبها الجديد. رحلة قصيرة إلى موناكو زادت من حدّة التكهنات، إلى أن جاء الإعلان الرسمي ليؤكد ما كان يُروَّج منذ أشهر.
لامين جمال، الذي يُنظر إليه كأحد أبرز مواهب الكرة الأوروبية والوريث الطبيعي لمدرسة المهارة المغربية في “الليغا”، لم يعد مجرد لاعب ناشئ يخطف الأنظار فوق العشب، بل تحوّل إلى أيقونة جماهيرية تتابعها الصحافة العالمية بتفاصيل حياته الخاصة. أما نيكي نيكول، أيقونة موسيقى التراب والبوب اللاتيني، فقد وسّعت بدورها دائرة جمهورها بفضل هذه العلاقة التي جمعت بين سحر الفن وبريق الكرة، لتصبح «الثنائي الذهبي الجديد» في واجهات الإعلام.
اليوم، لم يعد الملايين يترقبون لمسات جمال فقط فوق المستطيل الأخضر، بل يتابعون أيضاً خطواته خارج الملاعب. الإعلام الإسباني يقدّم القصة كـ«رواية حب جديدة» في عاصمة كاتالونيا، فيما يقرأها آخرون كحلقة إضافية في علاقة قديمة بين نجوم الرياضة والفن، حيث تتقاطع المصالح وتتداخل الأضواء، فلا يمكن فصل الكرة عن الشهرة ولا الغناء عن عالم التأثير الجماهيري.
ومع ذلك، يظل البعد الأعمق في القصة أن مغاربة إسبانيا، الذين يصنعون أفراح “الماتادور” بأقدامهم في الملاعب، يعيشون في المقابل جفاءً يومياً في الشارع والسياسة والإعلام، وكأن مساهمتهم في إنجازات المنتخب لا تكفي لانتزاع اعتراف صريح بانتمائهم.
أما المفارقة الأكثر تهكماً، فتتجسد في موقف اليمين المتطرف الإسباني الذي لا يتردد في صبّ غضبه على الأجانب والمهاجرين، بينما هو نفسه ينتشي اليوم بأهداف جمال المغربي الأصل، يصفّق لها بحرارة في مدرجات الليغا، في حين يواصل قذف كراته السياسية العشوائية بعيداً عن المرمى، عاجزاً عن تسجيل أي هدف حقيقي في مواجهة واقع إسبانيا المتعدد الهويات، الذي يفرض نفسه بقوة رغم ضجيج الكراهية.
25/08/2025