كارفور تنسحب من السوق الإيطالية بعد تصاعد المقاطعة وضغوط الشارع

أعلنت سلسلة المتاجر الفرنسية العملاقة كارفور انسحابها الكامل من السوق الإيطالية، بعد بيع شبكتها التي تضم 1188 متجراً إلى المجموعة الإيطالية “نيو برينسيس” في صفقة بلغت قيمتها نحو مليار يورو. ويأتي هذا القرار بعد تكبد الشركة خسائر تجاوزت 180 مليون يورو عام 2024، وتصاعد حملات المقاطعة التي اتهمتها بدعم الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، ما دفعها لمراجعة استراتيجيتها العالمية وتكرار الانسحابات من أسواق عربية وأوروبية عدة، بينها الأردن وسلطنة عُمان وفرنسا وإسبانيا.

تأتي هذه الخطوة أيضاً في ظل تراجع مستمر لأداء كارفور المالي في إيطاليا، حيث بلغت مبيعاتها 3.7 مليارات يورو، وسط ضغوط شعبية وسياسية مكثفة. وتهدف الصفقة، التي تشمل جميع الأنشطة الإيطالية للشركة، إلى إعادة العلامة التجارية الأصلية “GS” إلى المتاجر خلال ثلاث سنوات، في حين يعكس الانسحاب هشاشة موقع كارفور في مواجهة الحملات الشعبية والسياسات الاقتصادية الصعبة في أسواق حساسة.

ويشكل الانسحاب فرصة لمجموعة “نيو برينسيس” لتوسيع حضورها في قطاع التجزئة الإيطالي، إذ تشمل الصفقة الاستحواذ على شركات فرعية ونقاط البيع المباشر والامتياز، مع توقع ارتفاع إيرادات المجموعة من 750 مليون إلى نحو 6.9 مليارات يورو بحلول نهاية 2025. بالمقابل، رحبت منظمات داعمة للقضية الفلسطينية بالقرار، فيما يواصل مراقبو السوق متابعة تداعياته على نحو 18 ألف موظف، وسط دعوات لضغط أكبر على الشركات العالمية المتعاملة مع إسرائيل، ما يبرز استمرار تأثير المقاطعات الشعبية على الاستراتيجيات التجارية الدولية.