أكد فياتشيسلاف تيمتشينكو، نائب وزير الصناعة والطاقة بمنطقة روستوف الروسية، أن شركات الفحم المحلية تمكنت، خلال النصف الأول من العام الجاري، من تصدير أزيد من 650 ألف طن إلى أسواق خارجية، من بينها دول شمال إفريقيا كالمغرب والجزائر ومصر، إضافة إلى أسواق آسيوية مثل الهند وتايلاند وفيتنام، فضلا عن تسجيل ارتفاع بارز في حجم الإمدادات نحو تركيا. ويأتي هذا التوجه في سياق إعادة رسم خارطة التجارة الخارجية لروسيا بعد العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وتُعد منطقة روستوف من أبرز مراكز استخراج الفحم في الجزء الأوروبي من روسيا، حيث تُقدر احتياطاتها بنحو 24.3 مليار طن، لم يُستغل منها سوى 6.5 مليارات طن حتى الآن. ورغم الظروف الملائمة التي ساعدت على رفع الاستخراج بنسبة 7 في المائة خلال العامين الماضيين، فقد عرف الإنتاج تراجعا واضحا؛ إذ استخرجت المناجم حوالي 5.4 ملايين طن سنة 2023، بانخفاض 8.5 في المائة مقارنة بسنة 2022، فيما كان 2021 قد شهد مستوى إنتاج قياسيا بلغ 7.3 ملايين طن، وهو الأعلى منذ الحقبة السوفياتية.
ويرى خبراء روس أن هذا التراجع مرتبط أساسا بالحظر الأوروبي على الفحم الروسي، ما دفع الشركات إلى إعادة توجيه صادراتها نحو “دول صديقة” كالهند وتركيا والإمارات، مع البحث عن أسواق بديلة في الصين وشمال إفريقيا. غير أن هذه الدينامية تصطدم بتحديات لوجستية كبيرة تتعلق ببناء سلاسل النقل البحري وارتفاع كلفة الشحن، فضلا عن تعقّد ظروف الاستخراج بسبب استنزاف الاحتياطات السهلة، ما يفرض استثمارات إضافية في البنية التحتية. وفي المقابل، تراهن السلطات الروسية على مساهمة المناطق الجديدة مثل لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا في تعزيز الطلب على الفحم وتوفير فرص لإنعاش الصناعة في مرحلة إعادة الإعمار.
27/08/2025