في مفاجأة لافتة، كشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن حصيلة سنة 2024 التي حملت أرقاما مثيرة: تهريب السجائر يترنح مسجلا تراجعا قياسيا بنسبة 58%، إذ لم تتجاوز المحجوزات 254 ألف وحدة، وهو أدنى مستوى منذ سنوات.
هذا الانخفاض الكبير لم يأتِ صدفة، بل يعكس – بحسب تقرير الإدارة – الصرامة المتزايدة في المراقبة والتدابير الرادعة، التي أجهضت جزءا كبيرا من نشاط المهربين. وللتأكيد، تكشف الدراسة الوطنية حول انتشار السجائر المهربة أن حضورها في السوق المغربية انكمش إلى 1,04% فقط سنة 2024، مقارنة بـ 1,85% في 2023 و2,81% في 2022.
لكن الصورة لم تكن هادئة بالكامل؛ فبينما يتراجع دخان السجائر المهربة، تصاعدت خطورة ملف المخدرات. فقد تضاعفت كميات الشيرا المحجوزة لتصل إلى 38 طنا مقابل 21 طنا في السنة الماضية، وهو رقم صادم يكشف حجم المعركة المحتدمة مع شبكات التهريب.
أما الجمارك فكانت أكثر يقظة تجاه المخدرات الصلبة: حصيلة غير مسبوقة بلغت 750 كيلوغراما من الكوكايين مقابل 261 كيلوغراما فقط في 2023، في مؤشر على أن الحرب ضد التهريب الدولي دخلت مرحلة أكثر شراسة.
تقرير الجمارك إذن يضع الصورة بوضوح: السجائر المهربة تنهار، لكن المخدرات تحاول ملء الفراغ، لتظل الحدود مسرحا لمعركة مفتوحة لا هوادة فيها.
27/08/2025