كشفت الصحافية والباحثة الهولندية رينا نيتجيس تفاصيل صادمة عن تورط جبهة البوليساريو في شبكة الميليشيات الأجنبية التي دعمتها إيران فوق التراب السوري، مؤكدة أن وجود مقاتلين منحدرين من مخيمات تندوف داخل الساحة السورية ساهم في تعقيد مسار العدالة الانتقالية التي تسعى إليها قوى محلية ودولية. وأوضحت الكاتبة، في مقال نشرته على منصة DAWN، أن تجنيد هؤلاء المقاتلين يعكس امتداد ظاهرة المرتزقة عبر الحدود ويضع عراقيل إضافية أمام أي تسوية سياسية شاملة في سوريا.
ووفق المعطيات التي استندت إليها نيتجيس، فقد ظهرت دلائل موثقة على انخراط مقاتلين من البوليساريو إلى جانب ميليشيات موالية للنظام السوري، بينهم من تلقوا تدريبات عسكرية على يد إيران وفي معسكرات حزب الله في البقاع اللبناني. تقارير إعلامية مثل واشنطن بوست ودويتشه فيله أظهرت صورا ووثائق تؤكد هذا الحضور، فيما أشارت مصادر سورية إلى أن نشاط البوليساريو لم يكن ذا قيمة عسكرية كبرى بقدر ما كان ورقة ضغط سياسية على المغرب والولايات المتحدة، في سياق دعم الجزائر لبقاء نظام الأسد وإعادته إلى الساحة العربية.
وأضافت الكاتبة أن انهيار النظام السوري نهاية 2024 أدى إلى اعتقال المئات من هؤلاء المقاتلين فيما فر آخرون إلى لبنان، وأن محاولات وساطة جزائرية لم تفلح في إطلاق سراحهم. وتابعت أن رئيس لجنة العدالة الانتقالية السورية أكد نية بلاده ملاحقة هذه الميليشيات عبر آليات دولية، غير أن ضعف المحاكمات وغياب التعويضات يفرغ المسار من محتواه. وختمت نيتجيس بالقول إن ملف البوليساريو في سوريا يجسد تداخل النفوذ الإيراني والدعم الجزائري مع توظيف الأسد للجماعات الانفصالية، ما يترك السوريين أمام إرث مثقل بالتدخلات الخارجية وجرائم لم تخضع بعد للمساءلة.
27/08/2025