الإحصاء الرسمي للقطيع الوطني يُنهِي الجدل حول أعداد الإبل في الأقاليم الجنوبية

أثارت نتائج عملية إحصاء القطيع الوطني، الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، جدلاً واسعاً بالأقاليم الجنوبية، خاصة فيما يخص أعداد الإبل، بعد تداول معطيات مشككة في دقة الأرقام عبر منصات رقمية ووسائل إعلام محلية. وفي رد موحّد، أصدر مربو الإبل و”الكسابة” بالجهات الجنوبية الثلاث بلاغاً يؤكد مصداقية الأرقام الرسمية التي أعلنتها الوزارة في 26 غشت 2025، والتي بيّنت أن عدد الإبل بلغ 106.044 رأسا، منها 91.432 أنثى، مشيرين إلى أن هذه البيانات استندت إلى إحصاء ميداني دقيق أشرفت عليه لجان مختصة على الصعيدين المحلي والوطني.

وأكد ممثلو القطاع أن المعطيات المضادة المتداولة لا تمت للواقع بصلة، معتبرين أنها محاولة للتشويش على الجهود المبذولة من طرف السلطات والوزارة، ومشدّدين على أن الإحصاء تم بمهنية عالية وعلى أرض الواقع، ما يجعل منه خطوة أساسية لتثمين الموروث الحيوي للأقاليم الجنوبية وضمان استدامته ضمن استراتيجية السيادة الغذائية الوطنية. واعتبروا أن إدماج الإبل في الإحصاء الوطني بعد سنوات من الغياب عن الاهتمام الرسمي يعكس حرص الوزارة على تعزيز مكانة هذا القطاع الحيوي والرمزي في الثقافة والصناعة الغذائية بالجنوب.

وشدد مربو الإبل على التزامهم بالتعليمات الملكية السامية المتعلقة بإعادة تكوين القطيع الوطني، مؤكدين استعدادهم الكامل لمواصلة التعبئة وتعزيز سلسلة الإنتاج المحلية. وأوضح إبراهيم الموساوي من جهة العيون الساقية الحمراء أن الإحصاء يعكس الواقع الميداني الحقيقي، ويشكل أساساً لتثمين هذا الموروث، فيما أكد الساعدي المحفوظ أن أي ادعاءات بتراجع الأعداد إلى حدود 40 ألف رأس ما هي إلا مزاعم تستهدف مصالح تجارية لاستيراد الإبل من الخارج، مؤكداً أن المرجع الأساسي هو المعطيات الرسمية وأن وسائل الإعلام والمنصات الرقمية مطالبة بالتحري الدقيق قبل نشر أي تقديرات غير موضوعية.