ترأس اليوم الخميس 28 غشت الجاري، حسن الزيتوني، عامل إقليم الحسيمة، اجتماعًا موسعًا خصص لإطلاق المشاورات حول إعداد البرنامج الإقليمي للتنمية الترابية المندمجة. وقد شهد اللقاء حضور رؤساء الجماعات، برلمانيون، رؤساء المصالح الخارجية، ممثلو المؤسسات العمومية والهيئات المهنية، الفاعلون الاقتصاديون، إضافة إلى خبراء وأساتذة جامعيين.
افتتح العامل الاجتماع بالتذكير بأن هذا اللقاء يأتي تنزيلاً للتوجيهات الملكية السامية بمناسبة خطاب العرش الأخير، وتفعيلًا لمضامين الدورية الوزارية الخاصة بإطلاق جيل جديد من المخططات التنموية الترابية المندمجة، بهدف رفع مستوى عيش المواطنين وتحسين جودة الخدمات في مختلف المجالات.
وأشار العامل إلى أن المخطط الإقليمي للتنمية المندمجة يجب أن يتضمن مشاريع دقيقة وذات وقع ملموس تستجيب للحاجيات الحقيقية والعاجلة لسكان الإقليم، مع اعتماد رؤية استباقية للتحديات القائمة. وأكد على ضرورة الانتقال من المقاربة التقليدية للتنمية الاجتماعية إلى مقاربة شمولية للتنمية المجالية المندمجة، عبر التأهيل المتكامل للمجالات الترابية وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية.
وشدد العامل كذلك على منهجية العمل المقترحة، والتي ترتكز على التنسيق الوثيق بين مختلف المتدخلين، التكامل بين الوحدات الترابية، والالتقائية بين القطاعات، ضمن إطار مقاربة تشاركية موسعة تشمل جميع مراحل البرنامج: من التشخيص وبلورة المشاريع إلى الصياغة النهائية والتنزيل. كما أكد على أهمية اللقاءات الترابية مع المنتخبين والمجتمع المدني، والحوارات الموضوعاتية مع الخبراء والمختصين، مع التركيز على الأولويات الأساسية مثل: التشغيل، الخدمات الاجتماعية الأساسية، تدبير الموارد المائية، والتأهيل الترابي المندمج، بهدف إخراج برنامج تنموي متكامل ومختلف جذريًا عن البرامج السابقة من حيث الاستهداف وحجم ونوعية المشاريع.
بعد ذلك، تدخل رؤساء المصالح الخارجية لعرض أهم الخطوات والإكراهات المتعلقة بتنزيل البرنامج التنموي الشامل، مع التركيز على المجالات القروية والجبلية الأكثر هشاشة. وأشاد المتدخلون بما ورد في التوجيهات الملكية السامية، مؤكدين استعدادهم الكامل للمساهمة في بلورة مخطط إقليمي مندمج يلبي تطلعات المواطنين.
كما قدم ثلاثة برلمانيين من الإقليم مداخلاتهم، أبرزهم لطيفة أعبوت التي تناولت مشاكل تأخر إنجاز المشاريع التنموية، ونبيل اليزيدي الذي حظيت مداخلته بتفاعل ملحوظ من الحضور ، لما تناولته من معطيات دقيقة حول التنمية الترابية بمختلف جماعات الإقليم، فيما أثارت مداخلة النائب بوطاهر البوطاهري انتقادات الحضور، حيث اقتصرت على دعاء لجلالة الملك دون التطرق للتوجيهات الملكية أو واقع التنمية بالإقليم، في خطوة اعتبرها البعض مخيبة للآمال وسط هذا اللقاء الهام .
28/08/2025