حولت شوارع وأزقة مدينة جرادة، منذ أيام، إلى ما يشبه مكبًّا عشوائيًا للنفايات، بعد دخول عمال الإنعاش الوطني في إضراب دام قرابة أسبوع كامل، تاركين وراءهم أطنانًا من الأزبال المتراكمة التي حولت حياة الساكنة إلى جحيم يومي.
المدينة التي لطالما عانت من أزمات اجتماعية واقتصادية، تجد نفسها اليوم في مواجهة أزمة بيئية خانقة، حيث الروائح الكريهة تزكم الأنوف، والحشرات والكلاب الضالة تجوب المكان بحرية، في مشهد يصفه السكان بأنه “إهانة لكرامتهم وصحتهم”.
الأدهى من ذلك – وفق تعبير مواطنين – هو غياب رئيس الجماعة عن المشهد، في وقت كان يُنتظر منه التدخل العاجل لاحتواء الكارثة، أو على الأقل فتح قنوات الحوار مع المحتجين. غياب فُسِّر من طرف البعض بـ”اللامبالاة”، بينما اعتبره آخرون “هروبًا من المسؤولية”.
ووسط هذا الوضع المتأزم، يتساءل الرأي العام المحلي: إلى متى ستظل جرادة تغرق في النفايات؟ ومن يتحمّل وزر الكارثة الصحية والبيئية التي تهدد الساكنة؟
