kawalisrif@hotmail.com

غضب في فاس بعد هدم معلمة تاريخية من الحقبة الاستعمارية

غضب في فاس بعد هدم معلمة تاريخية من الحقبة الاستعمارية

أثار هدم بناية تاريخية بفاس الجديد، تعود إلى الفترة الاستعمارية، موجة استنكار واسعة في الأوساط الأكاديمية والمهتمة بالتراث، بعدما شكلت هذه المعلمة جزءاً من المشهد العمراني للمدينة بما تميزت به من رونق وأناقة. جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وصفت الخبر بـ“الصادم”، مشيرة إلى أن المبنى الذي شُيّد بين سنتي 1925 و1926، كان شاهداً على قرن من التحولات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها العاصمة العلمية، وقد صممه المعماري الفرنسي مارسيل جودان، أحد أبرز رجالات مصلحة الفنون الجميلة آنذاك.

الجمعية أوضحت أن هذه البناية كانت نموذجاً فريداً يجمع بين الطابع العصري وأساليب التجديد في العمارة المغربية، مستلهمة مزيجاً من فنون “الأرت ديكو” و“الأرت نوفو”، مع تميزها بأعمدتها الرشيقة، وحضور الأشجار والحدائق في تصميمها، فضلاً عن التوازن البديع بين الأبعاد الأفقية والعمودية. ورأت أن إقدام السلطات على هدم هذا الصرح المعماري يشكل “انتهاكاً صارخاً لقيمته التاريخية والفنية، ويمثل سابقة خطيرة بتضحية معلمة نادرة في سبيل إرضاء المضاربات العقارية، ما يعد مساساً مباشراً بالذاكرة الجماعية للمدينة”.

وطالب خريجو المعهد بفتح تحقيق شفاف لتحديد أسباب هذا القرار، مع وقف النزيف العمراني الذي يهدد معالم فاس التاريخية، داعين إلى تصنيف البنايات الكولونيالية ضمن التراث الوطني لحمايتها من الاندثار وصون مكانتها الرمزية والمعمارية. كما شددوا على ضرورة متابعة كل الخروقات التي تطال المعالم الأثرية والعمرانية دون اعتبار لقيمتها الفنية والحضارية، حفاظاً على هوية المدينة وذاكرتها.

28/08/2025

Related Posts