في فجر يوم الخميس، 28 غشت 2025، شهدت تشيكلانا دي لا فرونتيرا بمقاطعة قادش عملية مثيرة، حين تمكنت عناصر الشرطة المحلية من اعتراض شاحنة صغيرة مسجلة في لا لينيّا، محملة بـ 125 قارورة من البنزين سعة 25 لتراً، يُشتبه في أنها كانت مخصصة لتزويد قوارب التهريب البحري بالمحروقات. العملية، التي وصفها المسؤولون بأنها “نوعية”، تعكس تصاعد جهود مكافحة الجريمة المنظمة في المنطقة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والخطر.
وحسب مصادر الشرطة، فقد أظهر السائق تجاهلاً كاملاً لأوامر التوقف، ولاذ بالفرار تاركاً الشاحنة تسير بمفردها في الاتجاه المعاكس للطريق، حتى اصطدمت في النهاية بـ عمود إنارة على طريق لاس لاجوناس. وعثرت السلطات داخل المركبة على البنزين، بالإضافة إلى مواد غذائية وملابس، كل ذلك يشير إلى صلة محتملة بأنشطة تهريب المخدرات المنظمة، ويكشف مدى تعقيد الشبكات الإجرامية في المنطقة، وكأن كل خطوة مراقبة تفتح أبواب ألغاز جديدة.
وأكد الحرس المدني، الذي تدخل على الفور، تفعيل البروتوكولات الأمنية المعمول بها، مع مواصلة التحقيقات لتحديد هوية السائق الذي لا يزال فارّاً، بينما يظل الغموض والريبة يسيطران على أجواء المكان. وأظهرت التحقيقات الأولية أن الشاحنة مسجلة رسمياً في لا لينيّا دي لا كونسيبسيون وليست مسروقة، ما يزيد من صعوبة التتبع ويضع السلطات أمام لغز جديد في صراعها مع شبكات التهريب المعقدة.
وتأتي هذه العملية لتسلط الضوء على الخطر المتزايد لقوارب التهريب البحرية في منطقة خليج جبل طارق، وما تمثله من تهديد مباشر للأمن العام وسلامة المواطنين. ويواصل المهربون ابتكار أساليب معقدة لتفادي الرقابة الأمنية، ما يجعل تصدي الشرطة المحلية والحرس المدني لهذه العمليات مسألة حياة أو موت للسلامة العامة، وكأن كل رحلة بحرية تحمل معها فصل جديد من الإثارة والتحدي.
وفي خاتمة مشحونة بسخرية واقعية، يمكن القول إنه أمام تزايد التضييق من السلطات المغربية على الزوارق النفاثة، لم يجد المهربون سوى اللجوء إلى نقاط التزود في إسبانيا أو حتى في عرض البحر لتأمين رحلات الشتاء والصيف، وأحياناً الهروب إلى الجارة الشرقية، كأن البحر تحوّل إلى “طريق سريع مفتوح للمهربين”، فيما تراقب السلطات المحلية هذه المسرحية البحرية بقلق ممزوج بارتباك، وكأنها مشهد سينمائي لا تنتهي فصوله، يترك المتابع بين الدهشة والسخرية من براعة المهربين.
28/08/2025