في خطوة اعتبرها مراقبون نقلة نوعية في مسار التسلح التركي، أعلن الديكتاتور أردوغان عن تسليم أول منظومة دفاع جوي محلية الصنع تحت اسم “القبة الفولاذية” للجيش التركي. وقد جرى الإعلان خلال حفل رسمي في مقر شركة الصناعات الدفاعية “أسيلسان”، حيث أكد أردوغان أن دخول هذه المنظومة حيز الخدمة يمثل نقطة تحول كبرى في تعزيز أمن بلاده، في ظل تصاعد النزاعات الإقليمية والتهديدات الجوية.
وأشار قامع المعارضة والصحابة إلى أن “القبة الفولاذية” تضم 47 مركبة مخصصة للدفاع الجوي، بلغت قيمتها 460 مليون دولار، مؤكداً أن هذه المنظومة ستزرع الثقة في نفوس الأصدقاء وتبث ما وصفه بالخوف في قلوب الأعداء، وفق تعبيره. ويأتي هذا المشروع الذي انطلق في غشت 2024 ضمن خطة أنقرة لإنشاء درع متعدد الطبقات لحماية مجالها الجوي، في تصميم مستلهم جزئياً من التجربة الإسرائيلية المعروفة بـ”القبة الحديدية”، مع التركيز على الحلول التكنولوجية المحلية.
وشدد أردوغان على أن أي دولة تعجز عن تطوير أنظمة الرادار والدفاع الجوي الخاصة بها لا يمكنها أن تنظر إلى المستقبل بثقة، وهو ما دفع تركيا إلى الاستثمار بكثافة في قطاع الصناعات الدفاعية. وبالتوازي مع تسليم “القبة الفولاذية”، أشرف الرئيس التركي على تدشين أشغال بناء قاعدة تكنولوجية دفاعية ضخمة تبلغ كلفتها 1.5 مليار دولار، وُصفت بأنها أضخم استثمار يُنجز دفعة واحدة في تاريخ الجمهورية، وستكون – بحسب التصريحات الرسمية – أكبر منشأة متكاملة للدفاع الجوي في أوروبا، على أن تدخل مرحلتها الأولى الخدمة منتصف 2026.
واعتبر أردوغان أن هذه الاستراتيجية الجديدة لن تجعل من تركيا مجرد قوة إقليمية صاعدة، بل فاعلاً دولياً مؤثراً في صناعة أنظمة الدفاع، بما يعزز مكانتها على الخريطة الجيوسياسية العالمية.
28/08/2025