kawalisrif@hotmail.com

“مضمونها التجريد من الإنسانية والطرد والقتل” :    190 ألف رسالة كراهية يوجهها إسبان ضد مغاربة

“مضمونها التجريد من الإنسانية والطرد والقتل” : 190 ألف رسالة كراهية يوجهها إسبان ضد مغاربة

كشف تقرير رسمي أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت منصات خصبة لتفشي خطابات الكراهية والعنصرية الموجهة أساسًا ضد المغاربة ومسلمي شمال إفريقيا.

فحسب معطيات المرصد الإسباني لمكافحة العنصرية وكراهية الأجانب (OBERAXE)، التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، فقد سجّل الربع الثاني من سنة 2025 أكثر من 184 ألف رسالة كراهية، لم ينجح مشغلو المنصات إلا في حذف 34% فقط منها. الأخطر أن هذه الأرقام ارتفعت بشكل لافت في يوليوز، لتتجاوز 190 ألف منشور عقب أحداث توري-باشيكو (Murcia)، وهو ما يضع الديمقراطية الإسبانية أمام اختبار صعب في مواجهة هذه الظاهرة المقلقة.

التقرير يبرز أن المجال الرياضي، وخاصة كرة القدم، أصبح حلبة رمزية لإعادة إنتاج الصور النمطية واستهداف فئات بعينها، وعلى رأسها المغاربة والمسلمون. ففي لحظات الشحن الإعلامي الكبرى، مثل نهائي دوري أبطال أوروبا أو اليوروفيجن، تتضاعف الرسائل المسيئة التي تربط المهاجرين بمفاهيم “انعدام الأمن” و”التهديد الثقافي” و”العبء الاجتماعي”.

الأرقام صادمة: 73% من الخطابات استهدفت أشخاصًا من شمال إفريقيا خلال الفترة ما بين أبريل ويونيو، لترتفع النسبة إلى 86% في يوليوز. أما مضمون هذه الرسائل، فغالبيته يتسم بـ التجريد من الإنسانية (54%)، إلى جانب الدعوة إلى الطرد (12%)، أو التحريض المباشر على القتل (5%).

الأخطر أن التقرير يسجل تصاعد خطاب الكراهية ضد الأطفال والمراهقين غير المرافقين، الذين باتوا يمثلون 4% من مجموع المستهدفين. كما ارتفعت المحتويات الداعية للعنف المباشر من 3% في يونيو إلى 12% في يوليوز، ما يعكس قفزة نوعية في راديكالية الخطاب.

ويحذر المرصد من أن الأخبار الزائفة والمحتويات المفبركة على الشبكات الاجتماعية تؤدي دورًا مركزيًا في تغذية هذه النزعات، وهو ما يضاعف من الإحساس بعدم الأمان ويهدد تماسك المجتمع الإسباني.

في السياق المغربي، تثير هذه الأرقام تساؤلات حقيقية حول وضعية الجالية المغربية في إسبانيا، التي تجد نفسها اليوم في مرمى سهام خطاب كراهية يزداد خطورة واتساعًا. فالمسألة لم تعد مجرد إهانات في الملاعب أو حملات عنصرية موسمية، بل تحولت إلى مؤشر بنيوي يهدد أسس التعايش الديمقراطي الذي طالما تباهت به مدريد.

إن تزايد هذه السرديات العنصرية ضد المغاربة يضع على عاتق إسبانيا مسؤولية مضاعفة، ليس فقط لحماية مواطنيها من الانقسام المجتمعي، بل أيضًا لحماية نسيجها الديمقراطي الذي يتعرض اليوم لاختبار حقيقي.

28/08/2025

Related Posts