تواصل تصريحات محمد الحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، التي أدلى بها لصحيفة كواليس الريف، إثارة توتر واسع داخل الوسط الصيدلاني، بعدما كشف عن وجود علاقات مباشرة بين بعض الأطباء وشركات الأدوية، قال إنها تهدف إلى تقويض حق الصيادلة في استبدال الدواء عند انقطاعه. هذه التصريحات، التي اعتذر عنها لاحقًا عقب تهديد الأطباء الأخصائيين بالقطاع الحر بمتابعته قضائيًا، اعتُبرت من طرف ثلاث مركزيات نقابية كبرى “خرجات غير مسؤولة تسيء للمهنة ولعلاقة الصيادلة بمختلف الشركاء”.
الهيئات النقابية الثلاث، المتمثلة في الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، الاتحاد الوطني لصيادلة المغرب، والنقابة الوطنية لصيادلة المغرب، أصدرت بلاغًا شديد اللهجة انتقدت فيه ما وصفته بـ“التشنج المفتعل” بين الصيادلة والمجتمع المدني وجمعيات حماية المستهلك، معتبرة أن ما حدث هو نتيجة “تصريحات طائشة” لا تعكس الموقف العام للصيادلة. وأكدت أن المسؤولية الأخلاقية تفرض على القيادات النقابية تغليب المصلحة الوطنية والالتزام بنبل المهنة، بدل الانجرار وراء ما أسمته بـ“الفرقعات الإعلامية ومحاولات الهروب من الحوار في ظرفية دقيقة تمر منها المنظومة الصحية”.
وشدد البلاغ على أن مواقف رئيس الكونفدرالية المعنية تلزمه وحده، ولا تمثل إلا مجموعته المحدودة، في حين أن الأغلبية الساحقة من صيادلة المغرب، الذين يقارب عددهم 14 ألفًا، يظلون ملتزمين بخدمة المواطن والحفاظ على كرامته. كما أوضحت المركزيات النقابية أنها بانتظار الصيغة النهائية لمرسوم تحديد أسعار الدواء، بعد قبول بعض ملاحظاتها مبدئيًا، مبرزة أنها ستواصل عملها بشكل مسؤول داخل الاجتماعات المقبلة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بما يضمن حماية المهنة وترسيخ علاقة الثقة مع المواطنين.
29/08/2025
