المبعوث الأمريكي توم باراك: “غزة تُفقد إسرائيل ما تبقّى من ثقة في العالم العربي”

“توم باراك: “ما يحدث في غزة يثير جنون العالم العربي”

في مقابلة مثيرة للجدل، خرج المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، بتصريحات تكشف حجم المأزق الذي تعيشه الدبلوماسية الإسرائيلية في المنطقة. الرجل الذي يتوسط بين تل أبيب ودمشق للتوصل إلى اتفاق أمني، لم يتردد في القول إن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، لا يثق في إسرائيل، مضيفًا بلهجة صارمة: “لا أحد يثق في نواياها، وما يحدث في غزة جعل العالم العربي بأكمله يغلي غضبًا.”

باراك، الذي لعب أدوارًا في أكثر من ملف شرق أوسطي، أقرّ بأن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل كسرت جدار الصمت لأول مرة منذ ثلاثة عقود، حيث تم عقد لقاءين وصفهما بـ”التاريخيين”. لكن، ورغم لحظة “الكيمياء الشخصية” التي حاول تصويرها، ظلّت الهوة السياسية والسيادية عميقة، لتبقى مجرد محادثات أولية بلا ضمانات.

وفي معرض حديثه عن لبنان، بدا باراك أكثر صراحة حين قال إنه نصح بنيامين نتنياهو بـ”ترك لبنان”، محذرًا من أن سياسة البطش الإسرائيلي في كل اتجاه ستنعكس على تل أبيب نفسها كما يرتدّ البوميرانغ على صاحبه.

أما بخصوص إيران، فقد اعتبرها في أضعف حالاتها منذ سنوات، زاعمًا أن الضربات الجوية على منشآتها النووية بطائرات “B-2” ليست سوى بداية. لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن “الإسرائيليين يرون حدود سايكس–بيكو بلا معنى، ويتحركون كما يشاؤون لحماية مصالحهم.”

تصريحات باراك تكشف أكثر مما تُخفي. فبينما تحاول واشنطن أن تلعب دور “الوسيط النزيه”، يتضح أن لغة القوة والتهديد ما تزال هي البوصلة الوحيدة لتل أبيب. ومع ذلك، فإن المبعوث الأمريكي نفسه لم يستطع إخفاء الحقيقة: إسرائيل اليوم تخسر معركة الثقة قبل أن تخسر أي معركة عسكرية، وغزة تحولت إلى المرآة التي تعكس هذا الانكشاف.