ألوان السيارات الداكنة تزيد حرارة المدن وتفاقم ظاهرة الجزر الحرارية

كشف دراسة جديدة أُجريت في لشبونة أن السيارات ذات الألوان الداكنة تساهم بشكل ملحوظ في زيادة درجات الحرارة في المدن، إذ تمتص حرارة الشمس وتطلقها إلى الهواء المحيط، مما قد يرفع درجة الحرارة حتى 3.8 درجات مئوية في أيام الصيف الحارة. وأظهرت التجارب أن السيارة السوداء ترفع حرارة الهواء المحيط بها أكثر بكثير من السيارة البيضاء، بسبب اختلاف قدرة الطلاء على عكس أشعة الشمس، ما يجعل آلاف السيارات المتوقفة في الشوارع بمثابة مصادر إضافية للحرارة، وبالتالي تزيد من حدة ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية.

وتُعرف الجزر الحرارية بأنها مناطق حضرية أكثر حرارة من محيطها الريفي نتيجة النشاط البشري والبنية التحتية الملاصقة، حيث يمتص الأسفلت والخرسانة الحرارة ويخزنها، وتقل حركة الهواء بين المباني، فيما تضيف السيارات والمكيفات والأنشطة الصناعية المزيد من الحرارة. وفي الليل، تستمر المدن في إطلاق الحرارة المخزنة، ما يجعلها تبقى أكثر دفئاً حتى 10 درجات مئوية مقارنة بالمناطق الريفية، مع آثار صحية وخطر متزايد على السكان، خصوصاً كبار السن والأطفال والمرضى.

وتسعى بعض المدن الأوروبية للتكيف مع هذه الظاهرة عبر مشاريع مبتكرة، مثل إنشاء ملاجئ مناخية أو زيادة المساحات الخضراء في الشوارع، لكن الحلول الأسرع تشمل تحسين انعكاسية الأسطح والمركبات. وأظهرت الدراسة أن إعادة طلاء السيارات الداكنة بألوان فاتحة قد يضاعف انعكاسية الشوارع من حوالي 20% إلى 40%، ما يقلل الحرارة بالقرب من سطح الأرض خلال الأيام الحارة. وتعتبر أساطيل سيارات الأجرة والفانات والمركبات البلدية أفضل مرشحين لتطبيق هذه الاستراتيجية بشكل فعّال.