واصلت بورصة المغرب تسجيل أداء استثنائي خلال سنة 2025، حيث نجح المؤشر الرئيسي “مازي” في تجاوز حاجز 20 ألف نقطة لأول مرة، منهياً تداولات الثلاثاء عند مستوى 20.065 نقطة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 35.8 في المائة منذ مطلع السنة. وعززت هذه الطفرة القيمة السوقية للبورصة لتصل إلى 1.056 تريليون درهم، في مؤشر واضح على الثقة المتزايدة للمستثمرين المحليين والدوليين، مدفوعة بمشاريع كبرى مثل كأس العالم 2030، واستثمارات في البنية التحتية والطاقة المتجددة، فضلاً عن اندماج شركات فاعلة في قطاعات استراتيجية كالتمويل والصناعة والبناء، مما يعكس دينامية استثمارية متسارعة حسب كواليس الريف.
وأوضح محمد عادل إيشو، خبير في الاقتصاد القياسي، أن الارتفاعات القياسية لم تكن متجانسة، حيث قادها بشكل رئيسي أسهم القطاع البنكي والصناعي، في حين واجه قطاع الاستهلاك بعض الضغوط، بما يعكس التفاعل الطبيعي لدورة الأعمال مع موجات الانتعاش الاقتصادية. وأضاف أن المكاسب تعكس تحوّل السوق من مرحلة تصحيحية إلى سوق صاعد (Bull Market)، ما يعزز عمق السوق ويؤكد أهمية البورصة المغربية كأداة تمويل استراتيجية قادرة على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتنويع الاستثمارات الوطنية.
من جانبه، أبرز المهدي فقير، المحلل المالي، أن الأداء الاستثنائي للبورصة لا يقتصر على المضاربات العابرة، بل ينبع من رفع رؤوس أموال شركات كبرى وإدراج مقاولات جديدة، ما يعكس ثقة متزايدة في أسواق الرساميل المغربية. وأشار إلى أن هذه الطفرة المالية تمثل رافعة لتنشيط الدورة الاقتصادية، ودعماً لمشاريع استراتيجية كبيرة مثل كأس إفريقيا 2025 والمونديال 2030، مؤكداً أن تجاوز عتبة الألف مليار درهم في الرسملة خلال أقل من شهرين يجسد التكامل بين الاقتصاد الحقيقي وأسواق المال، ويعزز القدرة على خلق قيمة اقتصادية مضافة تفوق العوائد المالية المباشرة.
30/08/2025
