المغرب يعزز موقفه الدولي في قضية الصحراء ويقرب الحل التاريخي ..باريس وواشنطن تضغطان بمجلس الأمن لتمرير مقترح الحكم الذاتي

تشهد قضية الصحراء المغربية تحولات دبلوماسية مهمة، مع تزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي للحكم الذاتي، خصوصاً من قبل باريس وواشنطن، مع تأييد محتمل من لندن. وتعكس زيارة المبعوث الأمريكي مسعد بولس وتصريحات الملك محمد السادس المنفتحة تجاه الجزائر في خطاب العرش، تحولاً ملحوظاً في السياسة الدولية التي ترى في مبادرة الحكم الذاتي المغربية، المقترحة منذ 2007، حلاً واقعياً وجاداً للنزاع المستمر منذ أكثر من نصف قرن، ويمنح هذه المبادرة مصداقية كبيرة على الصعيد الدولي حسب كواليس الريف.

وفي هذا الإطار، يبرز اقتراح إنشاء بعثة أممية جديدة تحت مسمى “مانسسو”، تهدف لدعم تنفيذ الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية، كبديل عن الاستفتاء الذي فشلت بعثة “مينورسو” في تطبيقه. ويعزز هذا التحول مكانة المغرب دبلوماسياً، ويضع منطقة الصحراء المغربية ضمن قائمة المناطق المتمتعة بالحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة، مما يشكل خطوة استراتيجية نحو حل دائم ومستقر للنزاع.

على الجانب الآخر، تواجه الجزائر عزلة متزايدة نتيجة تمسكها بالاستفتاء غير القابل للتطبيق، فيما تحاول جبهة البوليساريو استمالة المنظمات غير الحكومية عبر الدعوة لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان. ومع اقتراب جلسة مجلس الأمن في أكتوبر لتجديد تفويض البعثة الأممية، يبدو المغرب في موقف قوي مدعوم من ثلاثة أعضاء دائمين، هم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، بينما تتخذ روسيا والصين موقفاً حذراً قد يؤدي إلى الامتناع عن التصويت، ما قد يمهد الطريق لحل تاريخي للنزاع الطويل.