كشف تقرير حديث لمجلة “جون أفريك” عن تحولات عميقة في طبيعة العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة، مؤكدًا أن واشنطن تدرك تمامًا التراجع الملحوظ في نفوذ الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار التقرير إلى أن الخطاب الرسمي الأمريكي لا يزال يصف العلاقات مع الجزائر بالممتازة، لكن الوقائع على الأرض تظهر تغيرًا جذريًا في هذه العلاقات التي ارتكزت تاريخيًا على ثلاثة محاور رئيسية: الاقتصاد، مكافحة الإرهاب، وقضية الصحراء المغربية.
وأوضح التقرير أن الجانب الاقتصادي فقد بريقه كدعامة للعلاقات الثنائية، حيث تراجعت المبادلات التجارية بين البلدين من 15 مليار دولار عام 2006 إلى 3.5 مليار دولار فقط عام 2024، فيما أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن السوق الأمريكية لم تعد تمثل سوى 0.5% من التجارة الخارجية للجزائر. أما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فقد شهد تراجعًا ملحوظًا في منطقة الساحل، إذ فقدت الجزائر نفوذها تدريجيًا خلال السنوات الخمس الأخيرة نتيجة توتر علاقاتها مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، لصالح دول أخرى مثل المغرب وروسيا والإمارات.
وبينما تبدو الجزائر معزولة داخل جامعة الدول العربية، كما تجسد ذلك في مقاطعة الرئيس تبون للقمة العربية الأخيرة في مارس 2025. وخلص التقرير إلى أن هذه التحولات الجيوسياسية والسياسية الطويلة الأمد تجعل الولايات المتحدة مضطرة لإعادة صياغة نماذج تعاملها مع الجزائر، رغم بقاء العلاقات رسمياً في إطار ممتاز.
01/09/2025