في الوقت الذي يواصل فيه النظام الجزائري الترويج لأرقام فلكية عن الإنتاج الفلاحي، آخرها تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون عن بلوغ قيمة الإنتاج 37 مليار دولار، جاء تقرير علمي جديد من مجلة Nature Food ليقلب المعطيات رأسًا على عقب ويكشف الصدمة: الجزائر ليست ضمن قائمة الخمسين دولة الأكثر اكتفاءً غذائيًا في العالم.
التقرير، الذي شمل تقييم 186 دولة، اعتمد على مقارنة حجم الإنتاج المحلي مع احتياجات البلد لسبع مجموعات غذائية أساسية، منها الفواكه، الخضروات، البقوليات، النشويات، اللحوم، الأسماك، ومشتقات الألبان. النتيجة جاءت واضحة: تونس والمغرب ضمن التصنيف العالمي، بينما الجزائر غائبة، ما يعكس فجوة هائلة بين الدعاية الرسمية والواقع الميداني.
لو كانت أرقام تبون صحيحة، لكانت الجزائر قد ظهرت بين الدول الخمسين، لكن الحقيقة المؤلمة أن الشعب الجزائري يواجه نقصًا متواصلًا في المواد الغذائية الأساسية، وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، بينما النظام يواصل بيع الأوهام عبر خطابات إعلامية لا أساس لها.
بدل الاستثمار في البنية التحتية الفلاحية، تطوير منظومات الري، تخزين الإنتاج، وتنويع القطاع الزراعي والحيواني، يختار النظام العسكري سياسة الإنكار والتزييف، ليترك بلدًا شاسع المساحة وثري الموارد عاجزًا عن تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي. تونس والمغرب، رغم تحدياتهما، يحققان موطئ قدم حقيقي في تصنيف عالمي موضوعي، فيما تبقى الجزائر أسيرة السياسات العشوائية والخطابات الفارغة، في صفعة علمية واضحة لكل من يصدق الدعاية الرسمية.
إن ما يكشفه تقرير Nature Food ليس مجرد نقد لسياسات غذائية، بل تذكير صارخ بأن الأمن الغذائي لا يُبنى بالشعارات ولا بالأرقام المزيفة، بل بالتخطيط الواقعي والعمل الجاد على الأرض.
01/09/2025
