إسرائيل تكثف استعداداتها العسكرية في غزة وسط حصيلة قتلى متصاعدة وضغوط دولية متزايدة

يشهد قطاع غزة تصعيداً غير مسبوق مع تكثيف إسرائيل استدعاء قوات الاحتياط تمهيداً لشن هجوم يهدف إلى السيطرة على مدينة غزة شمال القطاع المحاصر والمدمر بعد عامين من الصراع مع حركة حماس. وأكد الدفاع المدني مقتل 45 شخصاً على الأقل منذ فجر الثلاثاء نتيجة القصف المكثف على أنحاء مختلفة من المدينة، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطته للسيطرة على المناطق الحيوية، وسط تحذيرات الأمم المتحدة من المجاعة وتزايد الدعوات الدولية لإنهاء العمليات العسكرية. وتقدر الأمم المتحدة عدد سكان محافظة غزة بنحو مليون نسمة، مع نزوح آلاف المواطنين من المناطق الشمالية للمدينة.

وأظهرت لقطات ميدانية الدمار الهائل الذي لحق بالمباني السكنية، حيث كان عمال الإغاثة والسكان يبحثون عن ضحايا محاصرين تحت الركام، بينما وصف السكان الوضع بالمأساوي، مشيرين إلى سقوط جثث الأطفال والنساء والرجال بين أنقاض المنازل. وصرح المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن الجيش يواصل الاستعدادات اللوجستية والعملياتية لتوسيع نطاق القتال، مع تأكيد مشاركة القوات النظامية في المرحلة المقبلة بدلاً من الاحتياط، بعد موافقة وزير الدفاع على خطة الهجوم واستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط.

في ظل هذه التطورات، برزت استجابات دولية مؤثرة، حيث أعلنت بلجيكا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومطالبة بوقف العنف الإسرائيلي، فيما أكدت دول غربية أخرى مثل فرنسا وكندا وأستراليا اتخاذ خطوات مماثلة. وجاءت هذه المواقف في سياق تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يضطر معظم سكان القطاع الذي يزيد تعدادهم على مليوني نسمة إلى النزوح مرات عدة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، مما يفاقم مأساة المدنيين تحت الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة.