توتر سياسي يضرب مجلس مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء

يشهد مجلس مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء حالة من التوتر السياسي بين مكونات التحالف المحلي، خصوصاً بعد الاجتماع الأخير للجنة الشؤون المالية والاقتصادية المخصص لمناقشة مشروع تحويلات مالية ضمن ميزانية السنة الجارية. ويتركز الصراع بين نواب الرئيس المنتمين لأحزاب الأغلبية، وبالأخص بين حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، ما يهدد تماسك المجلس ويثير مخاوف من توترات مستمرة قبل الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها السنة المقبلة.

وتصاعدت حدة الخلافات عبر تبادل البلاغات بين الأطراف، بعد أن اعتبرت الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة أن ما تعرضت له نائبة رئيس اللجنة نادية عنيبات من تصريحات من النائب البرلماني محمد الرجاني والمستشار مروان هبالو يمثل تصرفات غير مقبولة تمس كرامة عضو منتخب، مستندة في ذلك إلى دستور المملكة والقانون التنظيمي المتعلق بالجماعات المحلية. وفي المقابل، رد حزب الاستقلال بأن خطوة خصمه السياسي تمثل محاولة انتخابية بحتة، معتبراً أن استغلال قضية المرأة في هذا السياق لم يكن سوى أداة سياسية، مذكراً بتاريخ الحزب في إشراك المرأة المغربية في العمل السياسي.

وأكد فاعلون جمعويون أن التوترات الحالية مجرد مشادات عابرة بين المنتخبين، مشددين على أن مشاكل المنطقة أوسع وأعمق من الصراعات السياسية الضيقة، وتشمل تحديات تنموية واجتماعية ملحة كضعف البنية التحتية، وتدهور الخدمات الأساسية، وانتظارات السكان في مجالات النظافة، النقل، الأمن والمساحات الخضراء. ودعا هؤلاء المنتخبين المحليين إلى التركيز على معالجة هذه القضايا اليومية بروح المسؤولية، بدل الانشغال بحسابات انتخابية ضيقة قد تهدد استقرار المجلس وتضيع مصالح الساكنة.