أمرت السلطات القضائية في البيرو بفتح محاكمة للرئيس الأسبق بيدرو بابلو كوشينسكي، الذي تولى الحكم بين عامي 2016 و2018، بتهمة غسل الأموال في إطار فضيحة الفساد الشهيرة لشركة البناء البرازيلية “أوديبريشت”. وتطالب النيابة العامة بإدانته بعقوبة سجنية تصل إلى 35 عاما، مع إلزامه بأداء 46,7 مليون دولار كتعويضات لفائدة الدولة.
وجاء القرار بعد أن صادقت المحكمة العليا على إنهاء التحقيق الذي انطلق سنة 2017، واعتمدت أكثر من 2500 عنصر من الأدلة، من بينها وثائق رسمية وتقارير مالية وشهادات. وتشمل لائحة الاتهام أيضا رجل الأعمال الشيلي جيراردو سيبولفيدا، شريك كوشينسكي، إلى جانب عدد من الشركات المرتبطة به. ويتهم الادعاء الرئيس الأسبق، البالغ من العمر 86 عاما، بتلقي أكثر من 12 مليون دولار بين 2003 و2014 عبر عقود استشارية وهمية، خلال تقلده مناصب حكومية رفيعة، منها وزارة الاقتصاد ورئاسة مجلس الوزراء.
ويرتبط مصدر تلك الأموال أساسا بمشاريع كبرى نفذتها شركة “أوديبريشت” ومؤسسة “Transportadora de Gas del Peru”، مثل مشروع مد أنبوب الغاز ومخططات للري. ورغم إنكاره المتواصل للتهم وتمسكه ببراءته، فإن كوشينسكي قد يواجه عقوبات مالية وسياسية قاسية، حتى وإن حال عمره المتقدم دون إيداعه السجن. وتندرج هذه المحاكمة ضمن سلسلة طويلة من قضايا الفساد التي طالت رؤساء بيرو السابقين، من فوجيموري وتوليدو إلى أولانتا هومالا، وصولا إلى بيدرو كاستيو المعتقل حاليا بتهمة محاولة الانقلاب.
02/09/2025