شهدت أسواق فرنسا وإسبانيا خلال الصيف موجة احتجاجات من جهات صناعية أوروبية تنشط في السوق الزراعية، على خلفية استيراد الطماطم المزروعة في المغرب والصحراء، معتبرة ذلك منافسة غير عادلة تهدد مصالح المنتجين المحليين. وأوضح مصدر من كواليس الريف أن الطماطم المغربية، المتوفرة بكثرة خلال ذروة الموسم، أثارت قلق المزارعين الأوروبيين، خصوصاً مع اقتراب سريان أحكام محكمة العدل الأوروبية المتعلقة بالاتفاقيات التجارية، ولاسيما الاتفاقية الفلاحية بين المغرب والاتحاد الأوروبي الصادرة في 4 أكتوبر الماضي.
وأفاد المصدر بأن الاحتجاجات تضمنت تحركات سياسية ملموسة، إذ وجه ثلاثة نواب فرنسيين أسئلة متتالية لوزيرة الزراعة آني جينيفارد لمعالجة ما اعتبروه منافسة غير عادلة، دون تلقي رد حتى الآن. كما التقى بيير باسكو، نائب رئيس قسم الزراعة والتنمية الريفية في المفوضية الأوروبية، بممثلي المنظمة الزراعية الإسبانية “Coag” لمناقشة الطماطم المغربية وإمكانية إعادة تصنيف المنتجات المصدرة من منطقة الصحراء. وتطرقت جمعية “Eucofel” الأوروبية للفاكهة والخضراوات إلى القضية مع مسؤولين فرنسيين وبرلمانيين، في ظل حضور ممثلين عن جمعيات ومنظمات ضغط زراعية، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولي شركات تصدير مغربية عملاقة مثل أزورا.
من جانبها، عبّرت النائبة هيلين لابورت، رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في الجمعية الوطنية الفرنسية، عن موقف حساس من القضية، نظراً لأن دائرتها الانتخابية تضم إحدى أهم مناطق إنتاج الطماطم في فرنسا. ووفق المصدر ذاته، أبدى المزارعون الفرنسيون استياءهم من غياب تقدم ملموس رغم توقيع إعلان نوايا مشترك مع نظرائهم المغاربة في أبريل الماضي، فيما حصل الاتحاد الفرنسي للخضراوات والفواكه على اعتراف رمزي من الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضراوات APEFEL خلال المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب SIAM، تقديراً لأهمية الطماطم المغربية في التجارة الزراعية بين باريس والرباط.
03/09/2025