kawalisrif@hotmail.com

طنجة المتوسط تصبح محورًا حيويًا لممر الشحن بين الصين وأفريقيا

طنجة المتوسط تصبح محورًا حيويًا لممر الشحن بين الصين وأفريقيا

تمكن الميناء المغربي طنجة المتوسط من أن يصبح نقطة ارتكاز استراتيجية على خريطة التجارة الدولية، بعد افتتاح ممر شحن جديد يربط مدينة تشنغدو الصينية بشمال المغرب في عشرين يومًا فقط. الممر، الذي يجمع بين النقل السككي والبحري ويمر عبر كازاخستان وبولندا وإسبانيا قبل أن يصل إلى الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق، يدرج للمرة الأولى ميناءً إفريقيًا ضمن شبكة الحزام والطريق الصينية، ما يعكس تحولًا في تدفقات التجارة بعيدًا عن الموانئ الأوروبية التقليدية ويمنح طنجة موقعًا محوريًا في الربط بين العمق الآسيوي والواجهة المتوسطية للمغرب.

ويعكس هذا الربط ليس فقط المكاسب الزمنية في الشحن، بل بعدًا استراتيجيًا أكبر يضع المغرب في قلب شبكة تجارية عابرة للقارات. فطنجة المتوسط، التي تطورت على مدى عقدين لتصبح منصة لوجستية وصناعية رائدة، باتت اليوم عقدة وصل مركزية بين خطوط الشرق والأسواق الإفريقية، في سياق دولي يبحث عن بدائل لسلاسل الإمداد التقليدية. المشروع، الذي شارك فيه فاعلون صينيون وأوروبيون ومجموعة DPD الدولية، يؤكد قدرة المغرب على تنويع شركائه الاقتصاديين وتعزيز السيادة اللوجستية الوطنية عبر ربط البنية التحتية المحلية بالممرات العابرة للقارات.

ويشير المهنيون إلى أن المشروع يعزز مكانة المغرب كبوابة استراتيجية للأسواق الإفريقية، مع توقع ارتفاع تدفقات الشحن خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع استعداد المصدرين المغاربة لاستغلال المسار الجديد نحو آسيا. ويتجاوز هذا الخط الجديد كونه مجرد ممر شحن، ليعكس رؤية المغرب التي وضعت طنجة نقطة التقاء بين الطموحات الصناعية والرهانات الجيو اقتصادية، مع إعادة صياغة ممرات التجارة بين الشرق والجنوب، ما يمنح المملكة موقعًا تفاوضيًا جديدًا وسط تحولات دولية تتقاطع فيها المصالح والضغوطات.

03/09/2025

Related Posts