أطلقت جبهة “البوليساريو” حملة دعائية في أوروبا ضد شركة “GEDIA” الفرنسية، التي أعلنت عن نيتها الاستثمار في مشاريع الطاقات المتجددة بمدينة الداخلة، في محاولة لعرقلة المشاريع التنموية بالمنطقة تحت ذريعة ما تسمّيه “مخالفة القانون الدولي”. ويتزامن هذا التحرك مع تعزيز فرنسا شراكاتها التنموية مع المغرب، بما يشمل الأقاليم الجنوبية، حيث تسعى الشركة الفرنسية لدعم توجه المغرب نحو تنويع مصادر الطاقة من خلال مشاريع كبرى للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في خطوة تؤكد التزام القطاع الخاص الفرنسي بالتنمية المستدامة بالمنطقة. وقد انعكس هذا التعاون عمليًا من خلال توقيع اتفاقية توأمة بين جماعة الداخلة ومدينة “درو” الفرنسية، وزيارة وفد رسمي من الشركة للاطلاع على البنية التحتية والفرص الاستثمارية المتاحة.
وأكد خبراء ودبلوماسيون مغاربة أن محاولات جبهة “البوليساريو” للتشويش على المشاريع الاستثمارية ليست جديدة، بل تندرج ضمن استراتيجية طويلة تهدف إلى عرقلة كل مبادرة تنموية بالأقاليم الجنوبية، مستغلّة ذرائع قانونية وادعاءات بحقوق الإنسان. وأشار محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز الدولي للدبلوماسية وحوار الحضارات، إلى أن هذه الحملات تمثل أيضًا انتهاكًا لحق التنمية الذي أكّدته الأمم المتحدة، وأنها تحرم المواطنين من فرص الشغل والبنيات التحتية، بينما يعكس النموذج المغربي التزامًا واضحًا بتوفير الاستثمار والتنمية والاندماج الاقتصادي للساكنة.
من جانبه، شدد سيدي السباعي، رئيس “شبيبة صحراويون من أجل السلام”، على أن محاولات البوليساريو لعرقلة شركة “GEDIA” تكشف إفلاس قيادتها السياسي والتنموي، مؤكّدًا أن استمرار الشركة في مشاريعها يؤكد محدودية تأثير هذه المناورات. وأضاف أن هذه التحركات تعكس تناقض الجبهة مع مصالح الساكنة التي تزعم الدفاع عنها، في وقت تعزز فيه الاستثمارات الفرنسية والأجنبية الثقة الدولية في مغربية الصحراء والنموذج التنموي الذي تحتضنه الأقاليم الجنوبية، مما يجعل محاولات التشويش البوليسارية مجرد معزوفة يائسة أمام واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
03/09/2025