kawalisrif@hotmail.com

2025.. المغرب يفرض نفسه محوراً أطلسياً جديداً ويُربك موازين القوى بين أوروبا وإفريقيا

2025.. المغرب يفرض نفسه محوراً أطلسياً جديداً ويُربك موازين القوى بين أوروبا وإفريقيا

تشهد العلاقات الأوروبية-الإفريقية خلال سنة 2025 منعطفاً استثنائياً، مع بروز استقطابات جديدة تُعيد رسم المشهد الجيوسياسي في البحر الأبيض المتوسط. وفي قلب هذه التحولات، يبرز المغرب بدبلوماسية نشطة يقودها الملك محمد السادس، ليُرسّخ موقعه كشريك إستراتيجي مباشر لواشنطن، في وقت يتراجع فيه النفوذ الأوروبي التقليدي. هذا التحول يجد أساسه في خصوصية تاريخية، حيث يُنظر إلى المملكة كأحد الحلفاء النادرين الذين خرجوا منتصرين من الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمنحها اليوم أولوية مماثلة لدول أوروبية كبرى في الحسابات الأمريكية.

هذا التموقع الجديد تُعزّزه خطوات عملية، أبرزها القمة التي جمعت وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره المغربي في أبريل الماضي، حيث أعادت واشنطن التأكيد على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، في موقف يتجاوز الإطار الدبلوماسي إلى دعم سياسي وعسكري ملموس. تسليم المغرب أولى مروحيات أباتشي AH-64E في مارس 2025، وإبرام صفقة تاريخية لاقتناء مقاتلات F-35 يجعله القوة العسكرية الأولى في جنوب المتوسط، متقدماً على إسبانيا التي تعاني فجوات في تجهيزاتها الدفاعية. في المقابل، يثير هذا التقدم المغربي قلقاً أوروبياً متنامياً، خاصة مع انسحاب فرنسا المتسرع من منطقة الساحل وتراجع حضورها التقليدي في إفريقيا.

لكن هذا الصعود لا يخلو من تحديات، إذ تظل الجزائر حجر عثرة أمام أي تسوية إقليمية، كما أن تقاطع أدوار المبعوثين الأمريكي والأممي يُهدد بإضعاف المسار المتعدد الأطراف. أوروبا من جهتها تجد نفسها مضطرة لمراجعة استراتيجيتها الإفريقية بعدما همّشها مثلث الولايات المتحدة-المغرب-الساحل، في وقت تُراهن الرباط على لعب دور حلقة الوصل الاقتصادية والأمنية بين إفريقيا والغرب. غير أن هذا الطموح يحمل معه مخاطر جسيمة، تتعلق بقدرة المملكة على تحمل أعباء “المقاول الأمني” في المنطقة، ومدى استمرارية الالتزام الأمريكي أمام تقلبات البيت الأبيض. في هذا السياق، تُطرح تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان هذا التحالف الجديد سيوفر بالفعل استقلالية إستراتيجية للدول الإفريقية، أم أنه سيُدخلها في تبعية من نوع آخر.

03/09/2025

Related Posts