kawalisrif@hotmail.com

البرتغال تبكي … حادث ترام يحوّل الفرح السياحي إلى مأتم جماعي بعد مقتل 15 سائج

البرتغال تبكي … حادث ترام يحوّل الفرح السياحي إلى مأتم جماعي بعد مقتل 15 سائج

شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة، مساء الأربعاء، واحدة من أكثر لحظاتها سوادًا، بعدما خرج ترام كهربائي شهير عن مساره في قلب المدينة، مخلفًا على الأقل 15 قتيلًا وأكثر من 18 مصابًا، بينهم أجانب، وفق ما أكدته السلطات المحلية. الترام الأصفر الذي اعتاد السياح امتطاءه للصعود نحو أحياء بايرو ألتو عبر الأزقة الضيقة والتلال المنحدرة، تحوّل فجأة إلى كابوس، إذ تحطم بالكامل وسط ذهول المارة وصراخ الركاب العالقين، بينما كانت فرق الإنقاذ تكافح لانتشال الجثث والمصابين من تحت الركام في مشهد مأساوي هزّ المدينة.

عمدة لشبونة، كارلوس موداس، وصف الحادث بأنه “يوم حزين في تاريخ العاصمة”، معلنًا حالة الحداد، فيما عبّر الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا عن “ألمه العميق”، داعيًا إلى تحقيق عاجل للكشف عن أسباب المأساة. الخط العريق الذي افتتح سنة 1885، والذي ظل لعقود جزءًا من الهوية السياحية للمدينة، تحوّل في لحظة إلى رمز للصدمة والخوف، بعدما ارتبط اسمه بأكبر حادث دموي تعرفه لشبونة منذ سنوات.

البرتغال التي عرفت طفرة سياحية هائلة في العقد الأخير تجد نفسها الآن أمام سؤال وجودي: كيف ستصون صورة لشبونة كوجهة آمنة، بعدما ارتبط رمزها الأشهر بهذه الفاجعة؟ بالنسبة للزوار الذين يملؤون شوارع العاصمة في الصيف، لم يعد “ترام الحلم” مجرد وسيلة نقل سياحية، بل صار شاهدًا على مأساة تضع السلامة في صلب النقاش العام.

من المغرب، الذي تربطه بالبرتغال علاقات تاريخية وتجارية متينة، يُنظر إلى الحادث بقلق باعتباره ناقوس خطر حول أولوية السلامة في النقل السياحي. فالمشهد، رغم وقوعه في لشبونة، يعكس واقعًا عالميًا مفاده أن المدن التاريخية المزدحمة لا يكفيها جمالها ورمزيتها، بل تحتاج إلى تحديث جاد لبنياتها التحتية.

حادث الترام في لشبونة لم يكن مجرد انحراف عجلات عن سكة حديدية، بل انحراف مدينة بأكملها عن وهم الطمأنينة السياحية. وما لم تتحرك السلطات بسرعة وشفافية، فقد يظل “الترام الأصفر” رمزًا، لكن ليس للتراث والحنين، بل للفاجعة والإهمال.

04/09/2025

Related Posts