kawalisrif@hotmail.com

الحسيمة تحت عيون الأمن والسلطة … جنازة والد الزفزافي اليوم تتحول إلى لحظة مفصلية

الحسيمة تحت عيون الأمن والسلطة … جنازة والد الزفزافي اليوم تتحول إلى لحظة مفصلية

عصر اليوم الخميس، بمسجد العتيق، تودع الحسيمة في صلاة العصر روح أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي، على أن يُوارى الثرى بمقبرة المجاهدين بأجدير، في مشهد يجمع بين الحزن الشخصي والبعد الرمزي لكل حدث.

لم تكن وفاة والد الزفزافي مجرد حدث عادي، بل لحظة ثقيلة على الريف، تختلط فيها الدموع بالعيون وتتقاطع فيها مشاعر الفقد مع حسابات السلطة. هذه اللحظة لم تكن حزنًا عائليًا فحسب، بل نقطة محورية تحمل دلالات سياسية واجتماعية واسعة.

منذ ساعات الفجر الأولى، نزلت مختلف الأجهزة الأمنية بكل تلاوينها إلى الحسيمة ونواحيها، في مشهد يذكّر بأفلام التشويق، حيث يسبق الترقب الفعل وتسبق العيون كل خطوة. انتشار كثيف، بلباس مدني ،  ودوريات متحركة، نقاط مراقبة، واجتماعات طارئة داخل عمالة الإقليم، وكأن المدينة تستعد لسيناريو مفتوح على كل الاحتمالات، استعدادًا ليوم قد يتحوّل إلى حدث استثنائي.

الجنازة – حسب العائلة – ليست مجرد دفن، بل قرار رمزي: صلاة في مسجد العتيق وموكب إلى مقبرة المجاهدين بأجدير. قرار يبدو بسيطًا في الظاهر، لكنه أشبه بترسيم خط تماس، مدينة بأكملها في حالة استنفار ، والأرض مكتظة برجال السلطة وأعوانها .

السؤال الأبرز: هل سيُسمح لناصر الزفزافي، قائد “حراك الريف”، بإلقاء النظرة الأخيرة على والده؟ الخبر لم يتأكد بعد، والجواب معلق بين جدران الصمت الرسمي وارتباك العائلة. إن حضر، ستكون الجنازة حدثًا استثنائيًا يتجاوز المأساة العائلية إلى لحظة رمزية تتسع لكل معنى، وإن غاب، فسيظل الغياب نفسه مادة للتأويل والجدل، يضاعف الترقب ويزيد من توتر المدينة.

اليوم، الحسيمة ليست مجرد مدينة تودّع أحد أبنائها، بل خشبة مسرح يراقبها الداخل والخارج. جنازة قد تُكتب في ذاكرة الريف بمداد السياسة أكثر من دموع الفقد، في مشهد يزداد توترًا كلما اقتربت ساعة الوداع، ويعكس حساسية العلاقة بين المجتمع والسلطة، بين الحزن الشخصي والبعد الرمزي لكل حدث.

وسائل التواصل الاجتماعي لم تنتظر يوم الجنازة، فقد انفجرت منذ الأمس بسوم ترجم نبض الشارع إلى مناشدة واضحة لجلالة الملك. لم تعد مجرد شعارات رقمية، بل رسائل عميقة: الحرية للزفزافي ورفاقه ليست مطلبًا لفك قيود شخص، بل صرخة لإطلاق سراح ذاكرة جماعية جُرحت طويلاً ولطي صفحة الاعتقال بكرامة. مناشدة العفو الملكي . المصالحة مع الريف المغربي إشارة صريحة إلى أن القضية لم تعد مسألة فردية، بل علاقة جيل كامل بوطنه، تعني إعادة الثقة وربط الحاضر بمستقبل لا يكرر أخطاء الماضي. والشارع يرى أن خطوة عفو واحدة قد تفتح الطريق لمرحلة جديدة من الطمأنينة الوطنية.

اليوم ، الحسيمة في لقاء مباشر مع المركز، في لحظة تشبه مفترق طرق تاريخي. المدينة التي ستشهد جنازة ذات أبعاد رمزية ليست مجرد خشبة لمراقبة الأمن ، بل اختبار حقيقي لقدرة الدولة على إدارة الأزمات وإعادة الثقة بين المجتمع والمؤسسات. فهل من وصفة للخروج من النفق الذي كاد أن يتمدد بفعل أيادي خارجية سعت لإطالته؟ الجواب يكمن في يقظة الدولة، في حوار صادق، وفي خطوات واضحة نحو المصالحة، إذ أن إرادة الإصلاح واستشراف المستقبل هما السبيل لإغلاق صفحة الألم وفتح أفق جديد للريف والمغرب كله، تحت راية واحدة.

04/09/2025

Related Posts