kawalisrif@hotmail.com

إبراهيم غالي بين وهم الإعلام الجزائري وواقع البوليساريو

إبراهيم غالي بين وهم الإعلام الجزائري وواقع البوليساريو

في كل استقبال رسمي لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، يحرص الإعلام الجزائري على تصويره وكأنه رئيس دولة قادم من الخارج، متجاهلاً أن تندوف الواقعة تحت وصاية الجزائر تتحكم فيها ميليشيا مسلحة، تمنع حتى الجزائريين من دخولها إلا بموافقة صريحة منها. ويبرز هذا التمثيل الإعلامي محاولة واضحة لصناعة واقع جديد داخل الجزائر، وإعداد الرأي العام لتقبل إقامة “جمهورية صحراوية” في تندوف، خاصة بعد فشل مشروع تقسيم المغرب واستمرار الاعتراف الدولي بسيادة الرباط على الصحراء.

وأكد أنور مالك، كاتب وناشط سياسي جزائري مقيم في باريس، أن النظام العسكري يعد الشعب الجزائري نفسياً لتقبل هذا المخطط، مستغلاً الإعلام لتصوير غالي وكأنه رئيس دولة، رغم أن معلومات موثوقة تؤكد إقامته الدائمة في الجزائر العاصمة، مع إعداد مسرحيات هزلية لتكريس هذا الوهم. ويشير مالك إلى أن تصريحات مسؤولين جزائريين، مثل عبد القادر بن قرينة، ليست مجرد زلات لسان، بل انعكاس لتوجيهات النظام، كما أن منع دخول الجزائريين إلى تندوف دون تصاريح يظهر كيف أن البوليساريو تتحول عمليًا إلى “دولة داخل الدولة”.

من جهته، يرى محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي، أن الإعلام الجزائري يحاول خلق وهم سياسي يكرس صورة الجزائر كطرف رئيسي في النزاع، بينما الواقع أن البوليساريو كيان وهمي يعيش على دعم الجزائر. ويؤكد أن هذا السلوك يفضح الجزائر أمام المجتمع الدولي ويهدد سيادتها، إذ يسمح لكيان مسلح بأن يمارس أنشطته السياسية والدبلوماسية وكأنه دولة مستقلة داخل أراضيها. ويخلص عطيف إلى أن الجزائر تواصل إطالة نزاع مفتعل لخدمة مصالحها الداخلية على حساب مصداقيتها، في حين يعزز المغرب حضوره الدبلوماسي والاقتصادي ويستفيد من الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء.

05/09/2025

Related Posts