kawalisrif@hotmail.com

انفجار القطار الغامض في كوريا الشمالية.. حادث مأساوي أم حرب خفية في الظلال؟

انفجار القطار الغامض في كوريا الشمالية.. حادث مأساوي أم حرب خفية في الظلال؟

في ربيع سنة 2004، اهتزت كوريا الشمالية على وقع انفجار مروع بمحطة ريونيغتشون، الواقعة على بعد 20 كيلومتراً من الحدود الصينية. انفجار ضخم أتى على مئات العربات المحملة بمواد كيميائية ووقود، وحوّل البلدة الصغيرة إلى جحيم من النيران، تاركاً وراءه 160 قتيلاً وآلاف الجرحى. لكن ما بدا في البداية مجرد كارثة صناعية، سرعان ما تحوّل إلى لغز استخباراتي معقّد.

فمن بين القتلى، وُجدت جثث مهندسين سوريين، قيل إنهم كانوا يشاركون في عمليات نقل تقنيات عسكرية من بيونغ يانغ نحو الشرق الأوسط. وبعدها بأيام، ظهرت رواية أكثر إثارة: ساعات قليلة قبل الانفجار، كان زعيم كوريا الشمالية آنذاك كيم جونغ إيل قد مرّ عبر المحطة نفسها في قطار خاص. وهنا طُرح السؤال: هل كان الانفجار مجرد صدفة مأساوية؟ أم محاولة اغتيال فاشلة؟

لتزداد القصة غموضاً، نشرت صحيفة ذا غلوب أند ميل الكندية خبراً مدوياً، يفيد بأن شخصاً يُدعى زئيف باركان، وهو إسرائيلي سابق يشتبه في صلاته بجهاز الموساد، شوهد في بيونغ يانغ قبيل الكارثة، مستخدماً جواز سفر كندياً مزوراً. باركان كان حينها مطارداً دولياً على خلفية قضية تزوير جوازات سفر مرتبطة بإسرائيل. وهكذا، انتقلت الحادثة من خانة “الخطأ التقني” إلى مسرح “حرب الظلال”.

ورغم أن كوريا الشمالية لم توجه أصابع الاتهام مباشرة إلى إسرائيل، ظلّت الشبهات قائمة، خصوصاً في ظلّ وجود السوريين بين الضحايا، والاشتباه بأن القطار كان ينقل معدات مرتبطة ببرامج عسكرية حساسة.

اليوم، وبعد مرور عقدين على الانفجار، لا تزال الحقيقة غائبة. هل كان الأمر مجرد حادث مأساوي في بلد مغلق على نفسه؟ أم جزءاً من لعبة استخباراتية أكبر، حيث تتقاطع مصالح بيونغ يانغ وتل أبيب ودمشق في أخطر ملفات الشرق الأوسط؟

بين السرديات المتضاربة، يبقى المؤكد أن انفجار ريونيغتشون لم يكن مجرد فاجعة محلية، بل حدثاً يختزل صراعاً دولياً مكتوماً، ويذكّر بأن الحروب الخفية غالباً ما تترك وراءها ندوباً أعمق من قعقعة السلاح.

05/09/2025

Related Posts