شهدت الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عرضًا أوليًا مؤثرًا للفيلم التونسي “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يصور مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة خمس سنوات، والتي قضت مع ستة من أقاربها في قصف استهدف سيارتهم جنوب غرب غزة في 29 يناير 2024. بدأ العرض وسط دموع وهتافات الحضور التي صاحت بـ”فلسطين حرة”، قبل أن يتحول إلى تصفيق حار استمر نحو 22 دقيقة، وهو أطول تصفيق سجله المهرجان حتى الآن، مؤشراً على الأثر الكبير للفيلم واعتباره مرشحًا قويًا لجائزة الأسد الذهبي.
يركز الفيلم على اللحظات الأخيرة من حياة هند، مستعرضًا محاولات مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لطمأنة الطفلة العالقة في السيارة وسط القصف، بينما كانت عمتها وعمها وأبناء عمومتها بين القتلى. ويستعين الفيلم بالمكالمات الأصلية التي سجلتها الطفلة، والتي تتوسل فيها قائلة: “أنا خائفة جدًا، أرجوكم تعالوا خذوني”، معززة بتأثير درامي واقعي يضع المشاهد أمام مأساة الطفولة في مناطق النزاع.
كما يكشف الفيلم المأساة التي أعقبت وصول الهلال الأحمر الإسرائيلي إلى مكان الحادث، إذ انقطع الاتصال فور وصول المنقذين، ليتم بعد أيام العثور على جثة هند مع جثث أقاربها الستة، بينما انتشلت السلطات أشلاء عاملي الإسعاف القتيلين من سيارتهما التي تعرضت للقصف. وأكدت الممثلة سجى الكيلاني في كلمة نيابة عن فريق الفيلم أن “قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله”، مضيفة: “كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟ يجب أن يتردد صدى صوت هند رجب في جميع أنحاء العالم”.
05/09/2025
