kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة.. تفكيك نقطتين جديدتين لترويج المخدرات بحي “قمايو” الشعبي

مليلية المحتلة.. تفكيك نقطتين جديدتين لترويج المخدرات بحي “قمايو” الشعبي

أمام عجز سلطات الاحتلال الإسباني وحكومتها الفاشلة عن إطلاق برامج حقيقية للتأهيل والإدماج وتوفير فرص الشغل وتعزيز التعليم لأبناء مليلية، يزداد الوضع الأمني والاجتماعي احتقاناً، لتظل المدينة في مواجهة مستمرة مع شبح الإدمان والجريمة.

فقد أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك نقطتين لتوزيع المخدرات بحي “قمايو” الشعبي (كنيادة هيدوم)، في إطار عمليتين أمنيتين أطلقت عليهما اسم “هرقل” و*”داماس”*. وجاء التحرك الأمني بعد سيل من شكايات السكان الذين ضاقوا ذرعاً بانتشار السموم وتحويل الأزقة إلى مسرح مفتوح للاتجار غير المشروع.

في العملية الأولى (هرقل)، تم توقيف أحد المروجين وبحوزته 59 جرعة معدة للتوزيع، ليُحال على القضاء بتهمة المساس بالصحة العامة. أما العملية الثانية (داماس)، فقد واجهت صعوبات كبيرة بعدما قاوم مشتبه فيه لا يتجاوز 23 عاماً عملية اعتقاله بشراسة، مستعيناً بعدد من مناصريه الذين رشقوا الشرطة بالحجارة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمن.

وخلال التفتيش، تم العثور داخل سيارة تستعمل كمخزن على 31 جرعة من الكوكايين (19 غراماً) و580 غراماً من الحشيش، إضافة إلى سكين بطول 16 سنتيمتراً كان بحوزة المتهم. وقد قرر القاضي إيداعه السجن الاحتياطي ومتابعته بتهم ثقيلة تشمل الاتجار في المخدرات والاعتداء على عناصر الأمن.

هذه العمليات الأمنية، رغم أهميتها، تعكس حجم الفشل البنيوي الذي يطبع سياسات الاحتلال في مليلية المحتلة. فحي “قمايو” لم يعد مجرد فضاء شعبي مهمش، بل تحول إلى بؤرة سوداء للجريمة المنظمة، نتيجة غياب التنمية وحرمان الشباب من أبسط فرص العيش الكريم.

وفي الوقت الذي تسعى فيه مدريد إلى تسويق صورة “المدينة الآمنة”، تنفجر بين الفينة والأخرى وقائع تكشف الوجه الحقيقي للمدينة: انفلات أمني، اشتباكات عنيفة، وتغلغل لشبكات المخدرات التي تجد في الفقر والبطالة والتهميش أرضاً خصبة لتوسيع نفوذها.

مرة أخرى، يتضح أن الرهان على المقاربة الأمنية وحدها لا يكفي. فمليلية المحتلة بحاجة إلى معالجة جذرية تنطلق من محاربة الفقر والبطالة وإرساء برامج تعليمية وتأهيلية حقيقية، بعيداً عن سياسات التهميش والعزل. وإلا، ستظل الأحياء الشعبية مثل “قمايو” بمثابة براميل بارود قابلة للانفجار في أي لحظة.

لكن المفارقة المضحكة ـ المبكية أن حاكم المدينة الإسباني، بدلاً من مواجهة هذا الواقع المأزوم، يقضي وقته منشغلاً بـ رفع كؤوس النبيذ في مهرجان “فيريا” بمدينة الملاهي، وكأن شوارع مليلية لا تغرق في الفوضى والإدمان، وكأن شبابها لا يُتركون فريسة سهلة لشبكات الجريمة. إنها صورة كاريكاتورية تختزل فشل سلطةٍ لا ترى أبعد من كرنفالاتها الصاخبة، فيما المدينة تنزف بصمت.

05/09/2025

Related Posts