تحولت منصة القدس بمدينة بركان، التي بُنيت على أنقاض السوق القديم، إلى مشروع فاقد للروح، بعد أن خيبت آمال عشرات التجار الذين كانوا ينتظرون منها إنعاش تجارتهم وفتح أبواب الرزق الكريم. اليوم، وبعد مرور سنوات على افتتاحها، أصبحت المنصة عنوانًا صارخًا للفشل الإداري والجمود التجاري، بسبب التسيير الارتجالي والعشوائي من طرف شركة التنمية المحلية، وسط صمت السلطات الوصية التي تتحمل كامل المسؤولية في هذا الوضع الكارثي.
يعاني تجار المنصة في صمت تحت وطأة ضعف الرواج وانعدام الإشهار، وغياب التنظيم، وتفشي المحسوبية في منح المحلات، بل وحتى تفويت أجزاء من المشروع خارج الضوابط القانونية، في غياب تام لأي محاسبة أو مراقبة. السومة الكرائية التي وُصفت بالرمزية لم تعد تهم أحد، بسبب غياب الزبائن حول المحلات التي تحولت إلى قبور تجارية، في وقت يسمح فيه لأنشطة غير مرخصة بالازدهار خارج محيط السوق، مثل المقهى العشوائي المقابل للمنصة، وسط تواطؤ واضح.
تُطالب السلطات المختصة والجماعة الترابية بالخروج عن صمتها، وفتح تحقيق جدي في طريقة تسيير هذا المشروع، والوقوف على مآلات الأموال العمومية التي صُرفت، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في إجهاض حلم تجاري كان من الممكن أن يكون نموذجًا. فهل ننتظر تحركًا حقيقيًا، أم نضيف منصة القدس إلى لائحة مشاريع بركان الفاشلة؟
05/09/2025