أطلق وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية حدثًا استثنائيًا يستمر ليومين تحت اسم “مصنع الدبلوماسية”، يهدف إلى تقريب مفهوم الدبلوماسية من الرأي العام وتصحيح الصورة النمطية المرتبطة بعمل الدبلوماسيين. ويأتي هذا الحدث في سياق ضعف المعرفة العامة بالدبلوماسية وتأثيراتها المحتملة على السياسات الوطنية والدولية، مع التركيز على المهام المتنوعة للدبلوماسيين التي تتجاوز الحفلات الرسمية إلى إدارة الأزمات، وتعزيز الاقتصاد والثقافة واللغة، فضلاً عن حماية المواطنين في الخارج.
البرنامج شمل مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك محاضرات، وورش عمل، وجلسات حوارية، وحتى تجربة “سبيد ديتينغ” مع السفراء، لتقديم إجابات مباشرة على استفسارات الجمهور. كما تم تناول ملفات استراتيجية دولية مثل الحرب في أوكرانيا، الصراع بين إسرائيل وحماس، والعلاقات الفرنسية مع الصين وإيران وسوريا وأفريقيا والولايات المتحدة، إلى جانب استعراض آليات عمل المنظمات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتقديم الدبلوماسية الثقافية والنسوية والـ “سوفت باور” بأسلوب مبسط ومباشر.
ويأتي هذا الحدث في وقت حساس يشهد تصاعد الأزمات الدولية، وانتشار أنماط حكم شعبوية تقلل من دور الخبراء الدبلوماسيين، وفقًا للخبراء. ويؤكد القائمون على الحدث أن الهدف ليس مجرد تحسين الصورة العامة للدبلوماسية، بل أيضًا تعزيز وعي الجمهور بأهمية استثمار محدود الموارد في الوزارة لتحقيق عوائد اقتصادية ودبلوماسية ملموسة، مع ربط الدبلوماسية بالثقافة والتعليم والمجتمع المدني لبناء فهم متكامل لدورها الحيوي في تعزيز مصالح الدولة والمواطنين.