ليلة أول أمس الخميس، أحيا البرلماني محمد مكنيف ذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد أفجوسا بجماعة وردانة، بالدريوش، وسط حضور سياسي لافت شمل نواب ورؤساء جماعات وأعيان القبيلة. الحفل، الذي تخلله تلاوات قرآنية وصلات المدائح النبوية، اختتم بمأدبة عشاء على شرف الحضور، ليبدو للوهلة الأولى مناسبة دينية روحانية.
لكن خلف هذا الغلاف الروحي، كشف الواقع السياسي عن وجه آخر صادم: منتخبو جماعات بني توزين حضروا الحدث كبائعين للضمائر وساكنة الجماعات الترابية الخمسة وفق تصريحات تلقتها الجريدة من ساكنة في جماعات ميضار وأزلاف وقاسيطة . وذكروا بالخصوص محمد أوراغ المعروف بـ”بوصميض”، ورئيس جماعة قاسيطة ، إضافة إلى مجموعة من أعضاء المجلس المحلي، الذين لم يترددوا في تقديم ولائهم لمكنيف مقابل مصالح شخصية وأبخس الأثمان الانتخابية، وفق ما تؤكد مصادر محلية.
هذا المشهد يعكس بوضوح استغلال المناسبات الدينية لتثبيت النفوذ السياسي، حيث تحوّل الاحتفال الروحي إلى منصة لتجميع الموالين واستعراض الولاءات المشبوهة، على حساب أخلاقيات السياسة وكرامة المنتخبين.
بين تلاوة القرآن وصلات المدائح، يبرز سؤال محوري: هل يحق لمسؤول سياسي استخدام الرموز الدينية لتغطية أجندته الانتخابية واستغلال الجياع وبائعي الضمائر من المنتخبين ؟ في بني توزين، يبدو أن الإجابة واضحة، حيث تحول المولد النبوي إلى ساحة بيع الشرف السياسي بأبخس الأثمان.
