في الوقت الذي يُروَّج فيه لمشروع “المؤسسة الرائدة” ببركان على أنه نموذج تعليمي طموح، يكشف الواقع داخل بعض هذه المؤسسات عن وضع صادم يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية المشروع ومصداقية الجهات المشرفة عليه، وعلى رأسها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببركان.
فأقسام مكتظة بأزيد من 35 تلميذًا في القسم الواحد، وبنية تحتية مهترئة لا تليق حتى بمؤسسة تعليمية عادية، ناهيك عن وصفها بـ”الرائدة”، وتأخر غير مبرر في توزيع الكتب المدرسية لموسم 2024-2025، كلها مؤشرات تدل على أن المشروع يُنفَّذ بمنطق “البروباغندا” وليس وفق رؤية تربوية محكمة.
تلاميذ محرومون من أبسط الشروط التربوية، وأطر تعليمية تجد نفسها في مواجهة تحديات مستحيلة في بيئة غير مهيأة لإنجاح أي تجربة تعليمية متقدمة. فأين هو “التميز”؟ وأين هو “الريادة” التي تروج لها الوزارة؟
أولياء الأمور غاضبون والأساتذة محبطون، والواقع ينسف كل الشعارات المرفوعة.
إن كان مشروع “المؤسسة الرائدة” مجرد واجهة فارغة لتلميع الصورة، فالأجدر سحبه بدل تسويقه، لأن التعليم لا يُصلح بالتزيين، بل بالإرادة السياسية الفعلية وتوفير الشروط المادية والبشرية.
الكرة الآن في ملعب الوزارة ومديريتها الإقليمية… فإلى متى الهروب إلى الأمام؟
06/09/2025